يعنى ايه انا هعيش بين كل دول

موقع أيام نيوز

 


.. سال لعابها وهي تنظر إلى العلبة ثم رفعت بصرها إليه فوجدته يطالعها بنظرة تحمل بعضالندم وهو يقول 
_ أنا اسف لاني عملت معاك كده بس كنت عايز اتكلم معاك وانت مش مدياني فرصة ودي هدية صغيرة ليك لو قبلتيها هعتبر انك قبلتاعتذاري .
قال الأخيرة وهو يشير إلى علبة الشوكولا فإبتلعت ريقها


وهي تشعر أنها لن تستطيع الرفض فالشوكولاتة التي بيده الآن هي نقطة ضعفهاوستضطر إلى قبول إعتذاره للحصول عليها .

وبالفعل أخذت العلبة دون تفكير مطول مرددة 
_ أنا هقبل اعتذارك عشان الشوكولاتة بس على فكرة ! بس يا ريت تبعد عني خالص بعد كده .
قالت ذلك وخرجت من الشقة وخلفها أمجد فإبتسم يامن لنجاحه في نيل السماح منها بإستخدام نقطة ضعفها تلك لكن إبتسامته لم تدمطويلا بسبب رسلان الذي سحبه ليخرج هو الآخر وأقفل الشقة قائلا 
_ تعالى انت هنا انت لسه هتتحاسب على الي عملته ده في القصر .
أومأ يامن بعدم إهتمام لعلمه بأن رسلان لن يفعل له شيئا لكنه تساءل فجأة 
_ هو ادم باعني واداكم مكاني بكام 
أجابه رسلان ببرود وهو يخرج برفقته من العمارة متجها إلى سيارته 
_ ولا جنيه ! أول ما وعدناه اننا هنجيبله شريط الفيلم الي جدو اخده منه اتكلم على طول .
ظهر الغيظ على وجه يامن وتمتم بصوت منخفض 
_ واطي وهيفضل طول عمره واطي !
كانت تجلس على الدرج أمام باب القصر الرئيسي تتابع الغروب عندما وجدت رسلان يدخل القصر رفقة يامن وقفت من مكانها وإتجهتنحوهما هاتفة بلوم 
_ انت بجد خطفت دينا يا يامن 
تجاهلها يامن ودخل القصر بعينين لا تنويان الخير فتبعته هي بإصرار لكنها وجدت يدا توقفها عندما وصلت إلى الدرج الذي كانت تجلسعليه قبل قليل .
إلتفتت إلى صاحب اليد والذي لم يكن سوى رسلان والذي قال بهدوء وهو يرغمها على الجلوس ثانية ثم يجلس بجانبها 
_ سيبيه دلوقتي لانه لو متخانقش مع أدم ممكن ېموت وخلينا احنا مع الغروب الي كنت بتتفرجي عليه .
جلست بطاعة وهي ترمقه بإستغراب ثم نظرت إلى السماء بتوتر طفيف لا تدري سببه .. شعرت ببعض الضيق من الصمت الذي طغى عليهمافحاولت إختلاق أي موضوع ليتناقشا فيه فتحت فمها لتبدأ الحديث لكنها أغلقته ثانية .. لا تعلم ماذا عليها أن تقول خاصة بسبب ذلكالتوتر الذي يسيطر عليها .
أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا مقررة أن تتحدث بتلقائية عن أول شيء يجول بخاطرها .. فتحتهما ثانية ونظرت إليه ثم تنحنحت لتجذبإنتباهه وقالت 
_ هو .. هو انت ليه عايز تتجوزني 
أدار رسلان وجهه إليها وحدق بها بهدوء دون أن يفارق الصمت لكنه لم يعلم بأن نظرته جعلتها ټلعن نفسها ألف مرة على ذلك السؤالالسخيف الذي طرحته .
فتحت بدور فمها بنية تغيير الموضوع لكنها وجدته يتنهد وهو يعود للتحديق بالسماء قائلا 
_ لو فكرت شوية هتعرفي الإجابة لوحدك .
ظهرت الحيرة بعينيها وتضايقت من جوابه المبهم والغامض بالنسبة لها ولذلك إختارت إلتزام الصمت هي الأخرى .. لكن طبيعتها لم تستطعتحمل الوضع أكثر فقطعته ثانية بتساءل 
_ هو انت كنت بتحب ماما 
لا تدري لما هذا السؤال تحديدا لكنه كان أول شيء خطړ ببالها فأخرجته فورا .. إنتبهت إلى رسلان الذي رفع كتفيه مجيبا ببساطة 
_ طبعا .. قلتلك قبل كده اني كنت بعتبرها أمي الحقيقية .
أخفض رأسه عند نهاية كلامه وشرد قليلا قبل أن يسترسل بشبح إبتسامة ظهر على ثغره 
_ ماما كانت أقرب حد ليا زمان وأنا كنت أقرب حد ليها برضه أقرب حتى من أولادها الحقيقيين لدرجة اني مشكتش لحظة انها ممكنمتكونش أمي .. كنت دايما بدلع عليها واخليها تفضل جنبي بالليل وتحكيلي حكاية لحد ما انام وأنا لحد دلوقتي لسه فاكر نص الحكاياتالي كانت بتحكيهم ليا .
إبتسمت بدور وهي تستمع إلى حديثه بإهتمام شديد وقد لاحظت لمعة حنين بعينيه حين نظر إليها لوهلة .
_ اهتمامها بيا مقلش خالص حتى لما خلفت أخواتك بس لما جيت انت للدنيا حسيت ان اهتمامها كله اتحول ليك ومنكرش اني غرت منكفي الأول .
رفعت بدور حاجبيها بدهشة من تصريحه هذا لكنها لم تمنع نفسها من الضحك بخفة .. إنتظرت منه متابعة الحديث لكنه كان قد عاد ليلتزمالصمت ثانية فإبتسمت بحماس وتحدثت هي هذه المرة 
_ أنا كمان بحب ماما اوي رغم ان خالي مكنش بيعاملني كويس بس ماما عمرها ما خلتني احس بالۏجع .. حنانها وحبها ليا غطى علىالي خالي كان بيعمله معايا ..
تحولت لمعة الحماس في عينيها إلى الحزن وهي تواصل 
_ بس هي كانت پتتوجع وأنا معرفتش اشيل الۏجع ده من قلبها مكنتش فاهمة هو ليه خالي بيعمل كده معاها مع انها اخته وكل ما كنتبسألها كانت بتتهرب من الاجابة ودلوقتي بس عرفت ليه .
أخذت نفسا عميقا وإسترسلت وهي ترفع رأسها للسماء بشرود 
_ بس هي اتظلمت اوي .. حتى من بابا ! الحياة الي كانت
 

 

تم نسخ الرابط