رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود
المحتويات
عقبال ما تيجي
حاضر مش هتأخر عليك
دلف أدهم المطبخ وقد اشتاق كثيرا لوقفته مع مريم أثناء أعداد الطعام ودون أن يشعر وجد نفسه يدندن بأغنيه عمرو دياب وحياتي خليكي ف بدأ يغنيها بصوته العذب
من غير ما أقولها هتعرفي أحساسي أيه من قلبي لو هتقربي هتحسي بيه وتصدقيه وحياه عنيكي أنتي اللي عاش قلبي أنا يدور عليكي وخلاص لقيت كل اللي ياما حلمت بيه في اللحظة ديه وحياتي خليكي
بيقول يا حبيبي
أدهم وهو يكمل غناؤه مخترقا عيناها بسهام نظراته العاشقة وحياتي خليكي وعنيا تقولها ل عنيكي هقول ل مين غيرك يا حبيبي هتمني أيه وأنتي معايا وبين أيديا هتمني أيه....
ثم أبتسمت مريم له وتلاقت عيناهما في نظره طويلة نظرة يملؤها الحب والشوق اللذان يعتملا في قلب كليهما ثم سألته برقة رايق يعني النهارده وبتغني أغاني حلوة
مريم بمرح ههههه لأ إذا كان العشا بيعمل الجو الفظيع ده وبيخليك رايق كده أعشيك كل يوم
وماله وأبقى بكرش مبقلظ كده صح
ههههه تصدق تخيلتك بالكرش هيبقا شكلك مسخره
اتريقي اتريقي يلا يا أختي أنجزي هموووت من الجوع
خلاص أهوه
وضعا الطعام على المائدة وتناولاه وهما يتضاحكان كم كان كليهما يعشقان تلك الأوقات ويتمنى كلا منهما بداخله أن تستمر بقية حياتهما معا هكذا ....
صعد حازم حيث عيادة الأسنان وانتظر في الخارج حتى يأتي دوره ومن حسن حظه لم يكن هناك كشوفات كثيرة كشفان قبله وهو الثالث وما أن دخل عليها حتى ألجمته الصدمة لدرجة أنه في البداية ظن أنها ليست ليلة لكن ما إن رأته هي الآخرى حتى قالت پصدمة
أنتا
حازم پصدمة مماثلة أنتي
ليلة پغضب ممكن أفهم أيه اللي جابك هنا
كان ينظر إليها وهو مشدوها بها لقد كانت ترتدي فستان واسع محتشم باللون الأزرق السماوي وقد غطت رأسها بحجاب أبيض مزركش ب خطوط
تتدرج ألوانها بمزيج من الازرق الفاتح والازرق الغامق والكحلي ..كانت ليلة تراه وهو يتطلع إلى هيئتها الجديدة بنظرات مصډومة فرحة وغير مصدقة فقاطعت تفحصه بها قائلة
حازم بسخرية تفتكري واحد جاي عيادة أسنان يعمل أيه أكيد سنانه ۏجعاه مش جاي أعاكس الدكتورة مثلا قال كلمته الأخيرة غامزا لها
ليلة وهي غير مصدقة وهو يعني من قلة الدكاترة ملقتش غيري ده على أساس أنك بتطيقني أصلا ولا أنا بطيقك
حازم وقد حك ذقنه بيده وقال لنفسه بصوت هامس بداية غيرمبشرة
نعم ! بتقول حاجة
حازم بتراجع أحممم لأ بقول مكنتش أعرف أنك هنا
ليلة بعدم تصديق لأ والله!
أنا كنت عند أدهم بطمن عليه يعني كنت ف مشوار قريب منه قولت أسلم وبعدين هو لقاني ضرسي وجعني قالي طب بما أنك في المستشفى أطلع أكشف بس مقاليش أنك أنتي اللي موجودة النهارده
ما علينا ولو أني مش مصدقة وكلامك فيك أوووي بس مااشي هعديها عايز أيه بقا
حازم بضيق مصطنع الله ما أنا قولت ضرسي بيوجعني وبعدين خلاص لو مش طايقاني أوي كده همشي عشان مضايقكيش
ليلة بعملية لأ وهتضايقني ليه أنتا مريض وأنا دكتورة ومهما كان اللي بينا في قسم أنا أقسمته ولازم أحافظ عليه أتفضل حضرتك تعالى أقعد هنا
حازم وهو يمازحها طب ابتسمي في وشي مش جوز أمك أنا عشان تكشري في وشي كده
ليلة پغضب هو أنتا لو احترمت نفسك شوية تعيا أيه جوز أمك ديه
يعني الاحترام والأدب مقطعين بعضهم معاكي ما الحال من بعضه
ليلة بنفاذ صبر أتفضل اترزع وافتح بوقك وخلصني
حازم پصدمة أترزع !يانهااار على الألفاظ وتقولك أدب واحترام طب هو ليه مغيرتيش لسانك مع لبسك بدل ما هو عامل زي المبرد كده
مهو مش كده غير معاك أنتا بس
أهااا أسبشيال أوردر ليا هههه لأ الواضح أن معزتي عندك كبيرة أوي
نفس معزتي عندك بالظبط
حازم بخبث ياريييت هو أنتي تعرفي معزتك عندي قد أيه
ليلة بتوتر مش عايزة أعرف أفتح بوقك يلا ورايا شغل متعطلنيش
أعاد حازم رأسه للوراء وفتح فمه لتفحص ليلة أسنانه وما أن فحصته حتى نظرت له وقد عقدت ذراعيها على صدرها قائلة بغيظ
والله أنا مش شايفة أي حاجة ف ضروسك ممكن تقولي بقا فين اللي وجعك
حازم وقد امسك يدها وأشار ناحية أحد ضروسه قائلا هنا بيوجعني أوووي شوفيلك حل مش قااادر بقا
ليلة وقد جذبت يدها من يده قائلة ممكن تشاور من غير ما تمسك أيدي قولتلك قبل كده حرام تمسك ايدي وبعدين وريني كده ثم فحصت ضرسه الذي أشار إليه وعادت تقول مفيهوش أي حاجة ضروسك وسنانك كلها زي الفل يبقا أنتا بتدلع قووووم بقا عشان أنا مش فاضية للدلع بتاعك ده
لم يتحرك حازم من مكانه ونظر لعيناها نظرة أربكتها بشدة قائلا بس أنا موجووع أوي والله
ليلة بتوتر من نظرته لها أيه اللي وجعك
تلك المرة أشار حازم ب سبابته إلى عقله وقلبه فقال هنا وهنا
ليلة وقد أربكتها كلماته فقالت بعملية مصطنعة وأنا دكتورة أسنان بس ممكن تكشف قلب أو مخ وأعصاب
حازم وهو مازال ينظر نحوها وقد تعمد أن يخترق عيناها بنظراته بس أنتي السبب ف وجعهم وأنتي اللي تقدري تعالجيهم
ليلة بارتباك واضح
أناااا السبب! وأنا عملت أيه وبعدين أنا مليش دعوةبيك
حازم بجدية ليلة قلبي من وقت ما حس بيكي وهو بقا علطول بيدق دقة زيادة ودايما وحشااه حتى لو بس بتغلسي عليه المهم يحس بيكي موجودة حواليه ومن ساعت ما وجعك وهو بقا بيوجعني كل يوم كأنه بيعاقبني وعقلي بقا مش مبطل تفكير فيكي مهما حاولت أفكر ف أي حاجة مبشوفش غير صورتك قدامي شوفيلي حل مش أنتي دكتورة
ليلة وقد أعتراها الخجل بشدة ولأول مرة تشعربحرارة وجنتيها لكنها قالت بحزم حاازم.. لو سمحت بلاش الكلام ده
حازم وقد طرب لسماع أسمه لأول مرة منها ف ردده خلفها قائلا حاااازم ...تصدقي مكنتش متخيل أن أسمي هيبقا حلو أوي كده لما تنطقيه ليه كنتي حرماني من إني أسمعه منك
ليلة وقد ابتلعت ريقها بتوتربالغأنتا عايز مني أيه
أنا معجب بيكي من أول لحظة شفتك فيها من أول كلمة نطقتيها حسيت بشقاوتك وروحك الحلوة المشاكسة اللي أه غاظتني بس كمان أسرتني معرفش ده حصل أزاي بس والله حصل
ليلة بحدة وقد تذكرت
فعلته معها وده بامارة أيه بأمارة ما ضړبتني ولا لما حپستني ولا لما وصيت ال....
قاطعها حازم وقد وفع احدى يديه أمام وجهها كأشارة حتى لا تكمل حديثها قائلا ششششش أرجوكي أنسي اللي حصل والله كان ڠصب عني أنا عمري ما عملت مع حد كده بس أنتي اللي نرفزتيني وبعدين كلام أدهم خلاني أكون عنك صورة غلط عكس الصورة اللي رسمتهالك من أول ما شفتك وده عملي لغبطة كنت بأذيكي عشان تكرهيني وأعرف أبعد عنك
ليلة وقد ابتعدت عنه قائلة مش مصدقاك ثم أعطته ظهرها
حازم وقد جذبها مرة أخرى ناحيته وعادت تواجهه ف نظر لها قائلا عندك حق بصراحة أنا بكدب عليكي أنا فعلا مش معجب بيكي أنا بقول كده بس عشان خفت اقولك الحقيقة متصدقيش بس هقولهالك وخلاص
ليلة وقد عقدت بين حاجبيها في دهشة متسائلة حقيقة أيه
أناا أحممم ..أنااا ثم قال ببطيء وهمس وقد صوب نظره تجاه عيناها أناااا بحبك وعاااايز أتجوزك
ليلة پصدمة نعم أنتا بتحبني وكمان عايز تتجوزني
لو مش مصدقاني بصي في عنيا وأنتي تتأكدي
ليلة بجدية حازم لو سمحت
حازم بتفهم أنا عارف إني فاجئتك خصوصا يعني العلاقة بينا مرت بحاجات مش اللي هية على العموم أنا هسيبك دلوقتي تفكري ف كلامي ونتقابل بكره نتكلم
نتقابل فين لأ مش هينفع أقابلك
حازم برجاء عشان خاطري هي مرة واحدة بس
مش هينفع بجد
حازم بجدية طب ممكن تديني تليفونك ثواني
أشمعنا
حازم بإصرار هاتيه بس وانتي تعرفي
ليلة وهي تعطيه هاتفها أتفضل
ممكن تفتحيه
ليه
يا ستي خلصي بس
فتحت الهاتف وأعطته له مرة آخرى أهوه
كتب حازم رقمه وسجله لديها ثم رن على هاتفه من هاتفها وقال
سجلتلك رقمي عندك ورنيت على نفسي وبقا معايا رقمك هكلمك بكرة ونتفق على معاد نتقابل فيه...سلااام يا ليلتي أناا
كانت ليلة مازلت مشدوهة مما فعله حازم ومما سمعته منه من أعترافه لها بحبه ورغبته في الزواج منها وما أن تركها حتى توجهت ل مريم بسرعة ل تقص عليها ما دار بينها وبينه ثم اتصلت بأدهم وطلبت منه هو ومريم طلب ووافقها على الفور ثم أتصلت ب دينا وحكت لها هي الآخرى ما حدث ..
أما مريم وأدهم ف حينما عادا ل بيتهما وبدلا ملابسهما دخلا
المطبخ
سويا وأعدا الغداء وبعدما تناولا غدائهما توجه أدهم ل عيادته واتصلت مريم ب ليلة ودينا وظل ثلاثتهم يتحدثن أكثر من ساعة وقالت ليلة ل مريم أن تبدأ من اليوم ارتداء الملابس التي اشترينها سويا وأن تقترب
من زوجها رويدا رويدا وبالفعل ما أن أغلقت الخط معهما حتى توجهت نحو غرفة نومها وارتدت البيجامة التي تشبه بيجامة دينا وكانت رائعة عليها حقا ولم تفرد شعرها أرادت تأجيل ذلك ل يوم آخر ووضعت لمسة خفيفة من الميكب وجلست تنتظرعودة زوجها الحبيب وما أن أدار مفتاحه بالباب تظاهرت هي بالاندماج بمشاهدة شيء ما في التلفاز وما أن أتى أدهم ورآها خفق قلبه بشدة ثم قال في دهشة
مريم !
أدهم أنتا جيت
أه جيت أمال يعني خيالي ..محستيش بيا ولا أيه
مريم بلا مبالاة مصطنعة لأ مخدتش بالي كنت مركزة مع البرنامج
أهااا بس أيه البيجامة ديه مشوفتهاش قبل كده
ديه البيجامة الجديدة اللي جبتها مع البنات
أدهم وهو يسب في سره قائلا أااااه البنات اممم بس ديه شبه بيجامة دينا أوي
مريم بدهشة مصطنعة بجد مخدتش بالي مش عجباك ولا أيه
مش عجباني أزاااي يعني مين حمار يقدر يقول كده حلوة طبعا
مريم بدلع حلوة بس
لأ حلووة
متابعة القراءة