خطايا بريئة ميرا كريم

موقع أيام نيوز


بداخله أمام نفسه حتى أنه أجابها بإندفاع دون ذرة تردد واحدة
ايوة بها بس ڠصب عني... أفهميني وبلاش تتحاملي عليا
تنهدت شهد بضيق وقالت معاتبة
أنا مش بتحامل عليك أنا عايزة أفوقك ما تضيعها من اك
وتعيش العمر كله بذنبها و هتندم أنك محاولتش علشانها...اللي عملته ده هروب وانا متعودتش عليك جبان اخويا اللي زرع جوايا المبادئ والقيم متعودتش منه أنه يهرب من مشاكله طول عمره بطل في نظري وعارفة ومتأكدة انه مش هييأس وهيجاهد ويعافر علشان اللي بيها تكون ليه.

حاول أن افع عن ذاته من جد قائلا بواقعية بحته
أنا مش جبان يا شهد بس الظروف اقوى مني
عارضته شهد من جد
متحججش بالظروف ...الظروف أحنا اللي بنخلقها علشان نبرر ضعفنا ...انا لما اتجوزت فايق كان صنايعي ومش متعلم وانا كان معايا شهادة ومع ذلك لما اتقدملي أنت بنفسك قولتلي أن الفلوس مش كل حاجة وإن الأهم منها الأخلاق والأصل الطيب وال
لتختم حديثها وهي تربت على كتفه
هون على نفسك يا خويا ومتكابرش محدش بيهرب من نصيبه وخلي عندك
عشم في ربنا وربك
كريم ما بينساش حد وقادر يجبر بخاطرك
ونعم بالله يا شهد
لتتركه وتدلف لأحد الغرف بينما هو كان يزفر أنفاسه دفعة واحدة يحاول أن يستع رباط جأشه ويفكر مليا فقد تمكنت شقيقته من جعله ينظر للأمر من منظور أخر ربما سيغير كافة قناعته فيما .
فهل ياترى رادع لېحطم تلك الأسوار العالية أم سيسحق ويصبح ركام تحت انقاضها.
كانت تفر من كل شيء بالنوم وكأن ليس لديها المقدرة على تخطي الأمر وتبد كل قناعتها بيوم وليلة.
رائحة عطره المميزة أنتشلتها من سباتها وجعلتها ترفرف بأهدابها لثوان أن تستفيق بالكامل وهي تظن أنه يهيأ لها أنه يجلس على مقعده المعتاد وينظر لها ولكن أتى صوته ذات البحة المميزة ليؤكد لها
مش كفاية نوم! 
حانت منها بسمة غير مستوعبة وهي تتأمله من رقدتها فكم اشتاقت له و لكل شيء كان يفعله بالسابق وحرمها منه الآونة الأخيرة بفضل أفعالها التي حين تذكرتها الآن اندثرت بسمتها وقررت أن تفر هاربة بادعائها للنعاس
لأ مش كفاية وعايزة أنام...
كونه يعلمها عن ظهر قلب تفهم تهربها ولذلك من فراشها وجاورها قائلا و ويضعها خلف أذنها
متعودتش عليك جبانة
همست ب مغلقة وبرأس مطرق ينم عن خزيها من نفسها
أنا مش جبانة بس حاسة إني ضايعة ومتلغبطة
تنهد تنهة مثقلة وأزرها بنبرة حانية لأ حد
أنا معاك... ومهما كنت متلغبطة وضايعة عايزك تعرفي إني هفضل جنبك وإني برة التوهة دي أنا نقطة ثابتة في ارضك
فرت دمعة من اها ولم تستطيع أن تجاري ذلك الإهتمام والحنو البالغ الذي رغم أنها بأمس الحاجة له إلا أنها أصبحت تشعر أنها لا تستحقه بسبب أفعالها
شملها هو بدفء ه الذي عاد من جد وأخذ يمسح بإبهامه على وجنتها كي يزيح دمعاتها بينما هي بكامل وهمست بنبرة واهنة منكسرة يحفها الندم
آسفة...والله آسفة...أنا مستحقش اهتمامكم ولا أي حاجة عملتوها علشاني أنا بعترف إني كنت غبية
زفر هو حانقا وكم شعر بغصة مؤلمة تحتل حلقه 
أنت فعلا غبية بس بطلي عياط أنت عارفة أن دموعك بتقتلني 
زاد نحيبها من تأكه للأمر لدرجة أن بدل أن يجعلها تكف عن نحيبها تضامن معها وغامت ه تأثرا بها 
أنا لازم أسافر اسكندرية النهاردة واحتمال أرجع بليل
خرجت من بين يه واعترضت بهزة من رأسها ليبتسم هو ويكوب وجنتها مقترحا
أيه رأيك تيجي معايا... يعني بقول آن الآوان أنك تشوفي الشغل ماشي ازاي هناك وفرصة تغيري جو
هزت رأسها دليل على موافقتها بينما هو قال بإهتمام بالغ أن ينهض
طيب تقلي هدومك علشان الجو هناك اسقع من هنا
فمازالت
بقايا تلك القناعات تؤثر بها غافلة أن سفرتها معه سوف تقتلع بها كافة هواجسها وقناعاتها البالية من جذورها.
وقف بملامح مشمئزة نافرة في زاوية ذلك
المكان الموحش ذات الرائحة العطنة التي امتزجت بأنفاس ااجين المجبولة برائحة العرق الكريه الذي يثير الغثيان وخاصة أن المكان لا يتمتع بتهوية جة سوى تلك الفتحة الصغيرة المغطاة لاك حدية تسمح بدخول القليل من الهواء فحقا كان الجو خانق لدرجة أنه كان يصعب عليه التنفس ورفض الصمود أكثر فقد
طرق على ذلك الباب الحدي الذي زج منه وصړخ مستنجدا
خرجوني من هنا أنا معملتش حاجة...بتخنق ومش عارف اتنفس...حد يفتحلي الباب ده ه ه ه ه ه الريحة مقرفة خرجوني من هنا ...
نهره أحد الأمناء من خلف الباب
اهدى يا مستجد وشوية وهتاخد على المكان كلها كام ساعة والنهار يطلع
نفى برأسه وهو يشعر انه قاب قوسين أو أدنى أن يفقد صوابه 
أحد السجناء منه ويقول بنظرات إجرامية متفحصة
جرى ايه يا زمل ماتنشف كده ما كلنا في الهوا سوا... دي شكلها أول سابقة ليك وعلشان كده مستغرب المكان
زاغت نظرات حسن وأجابه بنبرة متقززة مستنفرة وهو يشعر أن الدوار ل سيطر عليه و شعور الغثيان يكاد يفوق قوة احتماله
بقولك ايه يا بتاع أنت ا عن وشي انا قرفان و متنيل مش طايق نفسي ومش فايق اتكلم مع امثالك
نمت بسمة شيطانية على فم الآخر وهدر مستهزئا وهو ي حديثه لأتباعه
يظهر أن اتجد ملوش فيها يا رجالة ولازم نعمله تشريفة تليق بيه وتعرفه مين أمثالي
جعد حسن معالم ه وقال بإنفعال
تشريفة أيه اللي هيفكر 
قهقهوا الرجال من حوله وأخبره أحدهم
هو في داهية اكتر من اللي احنا فيها...
ليقول شخص أخر متوعدا
كل اتجدين لازم يتعلم عليهم علشان ميعرفوش يرفعوا هم في كبارتنا وبصراحة أنت اللي لعبت في عداد عمرك وتستاهلها
تراجع حسن عدة خطوات للوراء وهو يشعر بتعنية ة ولكن رغم ذلك كانت يحاول أن يتماسك ويتوجس خيفة من ردود أفعالهم وعندما ضاق الحصار وكادوا يتكالبون عليه تقلصت معدته وطردت كل ما بجوفه على الأرض مما جعلهم يسخرون منه وتتعالى اصوات ضحكاتهم أما هو فكان يشعر انه يحتضر فكان ينحني يت بمعدته وكأنها حتى هي كانت تتآمر عليه وتدفعه أن يتقيأ روحه مع عصارتها.
فبأشارة من أحدهم كان يستغلون ما أصابه بدفعه بقوة جعلته يسقط طريح وسط ما نتج
عنه فكان عاجز عن مواجهتهم حتى أو التصدي لهم نظرا لكثرة عددهم وكونه يشعر أنه ليس على ما يرام ابدا فكانت حالته مذرية للغاية أثارت غثيان كل من كانوا يشمئز هو منهم حتى أنهم ابتعدوا عنه وعن ما خلفه باصقين عليه وتاركينه يشعر بمهانة لا مثيل لها.
الواحد وعشرون
اتخذ من الفشل سلما للنجاح ومن الهزيمة طا الى النصر ومن المړض فرصة للعبادة ومن الفقر وسيلة الى الكفاح ومن الالام بابا الى الخلود ومن الظلم حافزا للتحرر ومن الق باعثا على الانطلاق.
مصطفى السباعي
كان ها طوال الط وأثناء قيادته للسيارة وكأنه يطمأنها بطته أنه لن يفلتها مهما حدث بينما هي كانت تسترق له النظرات كل حين وأخر وهي تشعر براحة عارمة فهو كما عاهدته يساندها دون طلب وكأنه يسكن احشائها وعلى دراية تامة برغباتها وأحتياجتها 
أكثر من نفسها.
فقد استغرق الط لهناك أكثر من ساعتين إلى أن وصلوا إلى ذلك الفرع الضخم الذي ينتمي لتلك المجموعة التي يرها صف السيارة وت منها ببسمة هادئة وفتح الباب لها قائلا بحركة مسرحية اضحكتها
حمد الله على السلامة يا مغلباني نورتي مطعمك
تدلت من السيارة وهي تضم سترتها بأحكام على ها حين هبت تلك النسمات الباردة ثم قالت بإنبهار وهي تطالع المكان من الخارج
وااااو بجد المكان تحفة يا يامن أنت عدلت فيه...أزاي بقى حلو كده أنا بقالي سنين مجتش هنا
أومأ لها وأخبرها بزهو
أومال انت فاكرة يامن العشري بيلعب ده انا لسة هبهرك لما تشوفي المكان من جوه
أبتسمت بسمة واسعة وهو من جد كف ها ويسير بها للداخل فحقا كانت منبهرة بكل شيء فكان المكان ضخم للغاية ذات ثلاث طوابق لكل طابق ذوق خاص يشع بالرقي والفخامة
وأثناء مشاهدتها لساحة المكان ر بهم أحد العاملين قائلا بحفاوة
أهلا يانادين هانم والله المكان نور بأصحابه
أومأت له نادين ببسمة مجاملة وهي تستغرب كيف علم هويتها وكانت ستمرر الأمر مرور الكرام وتبرر أن يامن هو من أخبره بقدومها ولكن تفاجأت أن كل العاملين يعلمون من هي مما أثار حفيظتها وجعلها تميل على أذنه متسائلة
هما عرفوا منين إني نادين الراوي صاة المكان
حانت منه بسمة حانية وأخبرها مشاكسا
وهل يخفى القمر
يامن بطل رخامة وجاوبني
حانت منه بسمة مشاكسة وأدعى عدم معرفته ودعاها بحماس
تعالي افرجك على بقية التعديلات
أومأت له وسارت معه بجولة سريعة وحين وصلت للطابق الثالث فغرت فاهها وجحظت اها مما رأت فكان محيط المكان مفعم بأضاءة هادئة تبعث الراحة لل وتتزين الطاولات بالشموع وصوت موسيقى كلاسيكية ناعمة تنتشر بأجوائه مما
جعل بسمتها تتسع شيء فشيء وهو يخبرها أن ذلك الطابق يطلق عليه العاملين طابق العشاق و أن تعبر
عن مدى روعة المكان تجمدت نظراتها وتيبست قدماها وهي ترى صورة لها بعرض الحائط محاطة بأنوار خاڤتة تتركز عليها بطة رائعة ټخطف الأنظار 
أخذ الأمر ثوان عدة تستوعب ثم همست بوه تام
يامن ده أنا...
تنهد هو تنهة مسهدة وأجابها وهو يد على ها ويشملها بدفء اه
فرشنا الأرض ورد
ابتسمت هي بمجاملة بينما يامن هدر بجدية
معلش تتعوض يا حلمي وكويس أنك جيت عايزك تقعد مع نادين وتفهمها الشغل ماشي إزاي وخلي بالك هي مش هدلعكم زي و كلها ايام وهتبقى مكاني.
بهتت ملامحها لثوان أن يقول حلمي
تحت أمرك يا يامن بيه بس والله هتقطع بينا واتعودنا عليك
أبتسم يامن وأجابه بمشاكسة
والله وأنا ما هصدق أرتاح منكم ومن مشاكلكم
اللي مبتخلصش...
قهقه حلمي بينما استأنف يامن
الحق لازم يرجع لصحابه هما أولآ بيه
أه حلمي
عند حضرتك حق بس اوعدنا كل ما تنزل اسكندرية تزورنا
أومأ له يامن واكد قائلا
أك يا راجل يا طيب
طيب تأمرني بحاجة تانية
اه بلغهم في المطبخ يجهزولنا غدا و كده عايزك تجبلي ملفات التورات أراجعها وياريت لو تبعتلي المحاسب على المكتب
أومأ له بطاعة بينما هي ما أن غادر همست بترقب
هو انت بتتكلم ليه كده كأنك هتسبني لوحدي
نفى برأسه وأجابها بثقة وهو يسير بها لأحد الطاولات القريبة
وقت ما تحتاجيني هتلاقيني وين متقلقيش الحج حلمي مش هي صغيرة أو كبيرة غير وهيفهمهالك بس 
حتى أنها ظلت ملازمة الصمت أثناء تناولهم للطعام أما هو فلم يحاول أن يفرض عليه حصار الحديث بل كان كل ما يفعله أنه س بفمها ويضع بطبقها كل ما تطوله ه بحنو واهتمام فائق.
و الكثير من الوقت الذي مر عليها كانت تشعر 
بالضجر ال حين استفاض مساعده وأخذ يشرح حيثيات العمل وحقا لم تستوعب حرف واحد مما حاول أن يوصله لها فكان عقلها وحتى نظراتها منشغلة بذلك المنكب على تلك الملفات على خطوات قليلة منها وكم حمدت ربها أن الآخر أنتهى أن صرع رأسها وغادر المكتب لتظل
 

تم نسخ الرابط