روايه رائعه بقلم داليا الكومى
المحتويات
التقديم .. الرجاله كلهم اتعشوا ...
ام السيد هزت رأسها بالايجاب وانصرفت لعملها
هبة اخيرا عرفت مصير باقي العشاء ...ادهم كان كريم للغايه مع الجميع وكعادته يهتم بكل التفاصيل ولا يترك أي شيء للظروف...
طول فترة العشاء كانت مدركه لنظرات سليم المتفحصة وخصوصا لشعرها كأن لونه صدممه...علي الرغم من جمود ملامحه الواضح لكن هبه اكتشفت الحقيقه تحت جموده... القلب الطيب الذي وهبه كله لعائلته...
مازالت تشعربلمسة يد ادهم علي يدها علي الرغم من مرور ساعة عليها مازالت تتزكر الطريقة التي احتضنها بها .. حتى انفاسه مازالت تشعر بها علي وجنتها ...تجربتها الاولي في اللمس...وجودها بين احضان رجل...دهشتها كانت شديدة عندما اكتشفت ان احساسها بأدهم لم يكن نفور كما كانت تعتقد...الم معدتها في وجوده له سبب اخر حاولت ان تفهمه ولكنها فشلت...
هبه وجهها احمر لدرجه لم تصل اليها في في حياتها...هلعها وصل للسماء...سليم الصغير..
نجيه ڼهرته بلطف... واة يا ابو ادهم متكسفهاش... البنيه خجوله ..الشهاده لله ملاك زى ما ادهم جال مش زى البنات التانية خالص...شوف وشها بجى لونة ايه ...
ادهم ضحك وتعمد ان يثبت عينيه علي عنيها واجابهم بثقه... اطمنكم قريب اوى
تفكيرها في ټهديد ادهم منعها من التركيز في اي كلمة طوال فترة وجودها مع العائلة في الصالون ...ادهم قال .. قريب اوى ...يا تري ماذا كان يقصد من وراء كلماته... لكنه تعمد ايصال رسالة لي ...في الحقيقة ادهم لم يكن يحدثهم هم بل كان يعلمها هى ...يطلب منها اخيرا سداد ديونها ... اتمام نصيبها المؤجل من الصفقة
اول مكان اخذها اليه كان غرفة مكتبه الخاصه ...المكتب ممتليء بتماثيل وتحف كأنه متحف...ادهم اجلسها علي كرسي مريح وسألها ... تحبي تشربي حاجه
هبه هزت رأسها بالرفض...
ادهم اتجة لجهاز فونوجراف قديم وشغل اسطوانة موسيقيه هادئة
ادهم سألها بفضول ... بتحبي الموسيقى
هبه اجابته وهى تستمتع بالموسيقى التى ادارها ادهم ... اكيد هى تسليتى الوحيده ..هى والقرايه...دة الكونشراتو 23 لمودزرت
هبه ردت پحده واضحة لم تتمكن من السيطرة عليها ... ايوه... وكمان اتعلمت التنس ...مهارات بنات الطبقة الراقيه اللي انا مش منها بس فلوسك خلتنى منها ظاهريا ...مش ممكن حد يعلق علي لبسي او طريقة اكلي او تصرفاتى ادام معارفك...بس اللي انت نسيته ان محدش ابدا سألنى عن رائى في مصيري ...قررتوا واتصرفوتوا بالنيابة عنى...
عمرك سألت نفسك انا موافقه ولا لا مش يمكن كنت بفضل حياتى القديمة
ولكن اخيرا الكلام المحبوس داخلها لسنتين تحرر..فعليا هذه اول محادثة لها مع ادهم بإستثناء المحادثات التقليدية المهذبة اللي كانت بينهم منذ يوم مرضها هبه كانت تدرك جيدا ان أي شيء اتفق عليه سلطان مع ادهم كان لمصلحتها الخالصة ...وضعها الحالي لا يقارن بوضعها السابق ...ماديا وعلميا وثقافيا لكنها احتاجت لقول ما قالته... ادهم لابد له من دفع الثمن... اضافت بسخريه متعمدة ايلامه بشدة....
طبعا المزايا دى كانت تمن بيعى...الحمد لله تمنى كان غالي لازم احس بالفخر..
لاول مرة تشاهد ادهم المتكبر الواثق من نفسه ...بمثل تلك العصبية
ادهم اقترب منها وامسكها من كتفيها وهزها پعنف... انتى قررتى تقفلي عقلك وعنيكى عن كل اللي بيجري حواليك...عجبك دور الضحېة ..الطفلة اللي الراجل العجوز اتجوزها من غيرعلمها ولا رضاها... لو بس فكرتى شويه هتشوفي الحقيقة...
هبه اغمضت
عينيها وهزت راسها برفض لكل ما يقول هى لا تمثل دور الضحېة فهى لا تنكر فضله عليها لكنها كانت يجب ان تخرج الكلام المحبوس داخلها منذ سنوات كى تتحرر منه ربما تأخر كثيرا في الخروج حتى فقد معناه لكنها احتاجت الي ذلك بقوه .... ادهم مازال يتزكر كلامها عنه في مكتب المحامى...مازال مجروح من وصفها اياه بالعجوز...
ادهم اكمل كلامه بمرارة واضحه ... انا فعلا كنت قررت بعد مقابلتنا في مكتب عزت انى امسحك من حياتى اديكى حريتك بعد ما تخلصى كليتك عشان ابقي وفيت بوعدى لسلطان اخلصك من الراجل العجوز واسيبك تعيشي حياتك بالطريقة اللي انتى تختاريها بس للاسف..عمليتك غيرت حاجات كتير....
هبه حاولت ان تشرح لها سب وصفها اياه بالعجوز وانها كانت تعتقده اكبر من سلطان وان سبب اعتراضها علي وضعها ليس له علاقة بسنه ابدا ولكن صوتها خرج متقطع وجملها غير مفهومه...
ادهم تجاهل محاولتها للكلام واكمل بخشونه... انتى دلوقتى مش الطفله اللي انا خالفت قوانين الدنيا كلها واتجوزتها من 4 سنين ...دلوقتى انتى ناضجة وتقدري توزنى الامور صح... بغض النظر عن سبب جوازى
متابعة القراءة