رواية جديدة بقلم ايه محمد رفعت
كدة فكرت بعقلى وقولت لو كان كويس كان جه كلمك على طول ومكنش عمل حاجه من وراك .. عشان كدة قولتله مش هرد عليك تانى ومتتصلش بيا تانى وعندك أخويا كلمه .. ساعتها هددنى بالصور
ثم نظرت اليه وهى تبكى قائله
والله قابلته مرة واحدة بس واعدت معاه عشر دقايق .. أنا مش بقول ان ده صح .. بس بقولك
عشان تعرف ان ده بس اللى أنا عملته ومعملتش أكتر من كده .. حتى طلب يتكلم معايا على النت وأفتحله الكام وأنا رفضت
قام مراد وجذبها من يدها أوقفها أمامه وهى تنظر الى الأرض باكية وقال
مش عايزك تخبي عنى أى حاجة تانى يا نرمين .. أنا أخوكى الكبير وأنا أكتر واحد فى الدنيا دى بيحبك وبيخاف عليكي
عارفه يا أبيه .. أنا أسفه أوى .. عشان خاطرى سامحنى
.. فأجهشت مرة أخرى فى البكاء وتعالت شهقاتها .. مسح على رأسها قائلا
خلاص يا نرمين أنا هنسى الحكاية دى كأنها محصلتش .. بس توعديني انك متخبيش عنى حاجه تانى ولو أى حد كلمك تعرفيني
رفعت نرمين رأسها قائله بحماس
أوعدك يا أبيه .. أوعدك
ابتسم لها قائله
طيب يلا امسحى دموعك دى وناديلهم خلينا نروح نتغدى ونشوف مكان تانى نتفسح فيه مش هنفضل مقضينها اعاد على البحر
ابتسمت نرمين ومشت فى اتجاه أمها وأختها و مريم .
انت على طول كده نت مبتفصلش
قال سامر
شيفانى بشيت يعني
قالت سهى
مش وقت جيم .. دى كلها ساعة وماشية
قال لها
متخليكي بايته معايا النهاردة
قالت سهى بضيق
مش هينفع المرة اللى فاتت نفدت منهم بصعوبة .. ده غير الكلام اللى بابا سمعهولى
قال سامر وهى يمط شفتيه
برحتك
رفعت سهى رأسها وقالت بضيق
سامر هى الظروف اللى عندكوا فى البيت هتطول يعني
أغلق سامر هاتفه وصاح غاضبا
قالت سهى بحنق
سامر انت ليه مش حاسس بيا ومش مقدر مشاعرى
قام سامر من مكانه ونظر اليها قائلا پحده
بصى يا بنت الناس .. لو جبتى تانى سيرة الجواز أنا من سكة وانتى من سكة أنا مش ناقص خنقة
دخل الكبينه وتركها والدموع فى عينيها وفى داخلها ندم كبير .. لن تتمكن من تجاهله أبدا.
انتهت مريم من فرش أسنانها وخرجت لتجد مراد نائما على فراشه ملتفا بلحافه وينظر الى سقف الغرفة .. توجهت الى فراشها وأخذت أحد الكتب وأضاءت المصباح بجوارها وشرعت فى القراءة .. شعرت بنظراته مصوبة تجاهها فالتفتت تنظر اليه قائله
هز رأسه نفيا فعادت الى كتابها .. سألها قائلا
أجاثا كريستى برده
ابتسمت قائله
لأ
اتكأ على مرفقه ومد يده الأخرى اليها .. نظرت الي يده الممدوده ثم أغلقت الكتاب ومدت يدها به اليه .. تفحص الغلاف و المقدمة ثم قال
استمتع بحياتك !
قالت مريم
بحبه أوى ما بملش من قرائته أبدا
قال مراد وهى يفر صفحات الكتاب
قرأت كتير لدكتور محمد العريفي بس الكتاب ده مقرأتوش
قالت بحماس
لو قراته مرة هتدمنه الكتاب فعلا روعة
نظر اليها قائلا
خلصيه وهاتيهولى أقراه
قالت له
مفيش مشكله اقراه .. انا اصلا قراته كتير قبل كده .. وبعدين معايا كتب تانية ممكن اقراها
نظر اليها مراد متفحصا
شكلك بتحبي تقرى كتير
قالت مبتسمة وهى تنظر أمامها
بابا الله يرحمه كان بيحب يقرأ كتير .. وعودنى على كده
ابتسم مراد قائلا
أنا كمان خدت العادة دى من والدى الله يرحمه
حملت مريم أحد الكتب بجوارها وشرعت فى قرائته .. الى أن غلبها النعاس فوضعته على الكمودينو وأغلقت المصباح وأولت مراد ظهرها ونامت .. ظل مراد ساهرا يستمتع بقراءه الكتاب الذى شعر بأنه يستحق القراءة بالفعل .. أثناء قراءته عندما أوشك على تقليب احدى الصفحات وجد ورقة تسقط من الكتاب .. أمسك الورقة ونظر الى مريم النائمة .. ثم نظر الى الورقة المطوية فى تردد .. لكن فضوله غلبه ..
ترك الكتاب من يده وفتح الورقة ليجد فيها
حبيبتى مريم .. بل مهجتى مريم .. بل نور عيني ونبض قلبي .. انت قمر فى سماى .. ونورا فى دنياى .. وبحر شوق فى عيناى .. ورحيق حبك هو مرساى .. أحبك يا من توغل حبك الى كل كيانى .. وملك روحى وأبعد عنى أحزانى .. وجعلنى فى بحار عينيك أغرق .. وبلمسة يديك أهرب .. من ڼار الدنيا الى جنتك .. فلا تحرميني أبدا من بسمتك .. يا أرق مريم فى حياتي .. يا كل حياتى .. حبيبك ماجد.
قرأ مراد تلك الكلمات وهو يشعر بحړقة فى قلبه امتدت لجسده لتحوله الى جمرة مشتعله .. ألقى نظرة ڼارية على مريم النائمة .. وهو يشعر بغصة فى حلقة .. وضع الورقة فى الكتاب وأغلقه بعصبيه وألقاه على الكمودينو بجواره .. ثم نام
على ظهره واضعا يديه أسفل