ما بين العشق

موقع أيام نيوز


لتمسح دموعه النادرة التي كانت اغلى من الماس بالنسبة لها وسرعان ما احتوته بين ذراعيها واخذت تربت على ظهره بلطف مما جعله يجهش بالبكاء قائلا من تحت انفاسه الملتهبة سامحيني يا مريم.. سامحيني يا حبيبتي.
احكمت مريم عناقه وكأنها نسيت كل شيء حدث او فقدت ذاكرتها وقالت ششش متعيطش... معقول انت ټعيط يا ادهم .. ليه ... مفيش حاجة في الدنيا دي كلها تستاهل انك ټعيط علشانها.

فابتعد عنها قليلا ثم نظر إلى وجهها قائلا لأ في... انتي يا مريم انتي وابني نقطة ضعفي الوحيدة وانا ممكن اموت لو جرالكوا حاجة وحشة ... انتي ما تتخيليش ازاي كنت عايش وانتي بعيدة عني... كنت شبه المېت لا بعرف انام ولا بعرف اصحى من غير ما افكر فيكي .
فنزلت دمعة اخرى من عيون مريم وقد شعرت بسعادة غامرة حيث ارتسمت علامات الفرح على محياها وانقشع عنها الشعور بالهزيمة وأصبحت تشعر بالنخوة والانتصار وكاد قلبها يقفز من بين ضلعوعها فرحا وسرورا فملأ كيانها فرح فريد لم تعرفه من قبل وفيض من السعادة لا يوصف لان حبيبها الازلي الذي ظنت انه تزوجها من اجل ابنه قد اعترف بحبه لها واتضح أنه كان مغرما بها منذ زمن بعيد فابتسمت ابتسامة غمرتها السعادة وتهللت أساريرها وبرقت عيناها وقد فاضتا دموعا فازدادت جمالا وقالت متلعثمة بكلماتها للدرجة دي بتحبني يا ادهم 
شعور مفرح استوطن في قلب ادهم عندما رأى ابتسامتها الجميلة التي افقدته عقله فابتسم لها بدوره وگأنه مراهق صغير منفعل سيخرج مع حبيبته في أول موعد غرامي وامسك
يدها مقبلا اياها وكأنها ترياق خلصه من تأثير سم الاشتياق لها واردف قائلا حب ايه دا ... انا عديت المرحلة دي من زمان اوي وبقيت بعشق كل تفاصيلك مش بس بحبك... ضحكتك.. شعرك عينيكي الحلوه .. صوتك حتى ريحة الپارفان بتاعك لسه فاكرها وبتقوليلي حب !
فاحمرت وجنتاها خجلا بعد سماع ذلك وتهدجت انفاسها وطاطات بنظرها الي الارض وقالت بينما كانت تبتسم وانا كمان..
اتسعت ابتسامة ادهم واقترب منها اكثر قائلا قولتي ايه مسمعتش انتي قولتي حاجة 
ازدادت مريم خجلا ولكن ذلك لم موبايلك بيرن يا ادهم.
اجابها وهو يحكم عناقها انسيه وخلينا في اللي احنا فيه دلوقتي.
فابتسمت وابتعدت عنه قليلا ثم اردفت لازم ترد... جايز مكالمة مهمة.
تأفأف ادهم وقال بتذمر طيب هرد بس هنرجع نكمل كلامنا تاني ماشي .
قال ذلك وغمزها فاحمرت خجلا وابتسمت اما هو فتوجه نحو هاتفه وعندما قرأ الاسم اجاب قائلا ايوا يا كمال .. عايز ايه من الصبح كدا
فقال كمال بدون مقدمات وبنبرة جادة احنا في مشكلة يا ادهم...
يتبع....... الفصل الثالث عشر 
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع 
اجاب ادهم على هاتفه قائلا ايوا يا كمال عايز ايه من الصبح كدا 
فقال كمال بدون مقدمات وبنبرة جدية احنا في مشكلة يا ادهم... لازم تيجي الشركة بسرعة.
تغيرت تعابير وجه ادهم وسأله في ايه
كمال في هاكر اختراق نظام المعلومات في الشركة ودمر الموقع الإلكترونية اللي كنا هنصدره اخر الشهر دا .
فقال ادهم باندفاع بتقول ايه !!
مما جعل مريم تدرك ان امرا خطېرا قد حدث لذا أنتابها القلق اما هو اضاف متسائلا وقدرتوا تسيطروا على المشكلة 
كمال احنا قدرنا نوقفوا بس مع الاسف بعد ما دمر الموقع.
ادهم طيب يا كمال.. انا جاي حالا.
قال ذلك ثم اغلق الهاتف والټفت الى مريم التي سألته بقلق في ايه يا ادهم 
اجابها في هاكر اخترق نظام الشركة وعمل مشكلة...علشان كدا لازم اروح هناك بسرعة.
مريم هاكر طيب الخسارة كبيرة 
ادهم الساڤل دمر الموقع اللي كنا هنصدره اخر الشهر دا يعني سبب لنا خسارة كبيرة.
مريم طيب انا 
تنفست الصعداء عندما رأت ابنها يتأقلم مع عائلته الجديدة وبدى لها سعيد للغاية فأنتبهت عليها سلوى التي ابتسمت قائلة صباح الخير يا مريم..
وفي تلك اللحظة نظر البقية إليها مما جعلها تشعر بالحرج لانها نزلت بملابس النوم اما السيدة كوثر فقالت صباح الخير يا حبيبتي... اكيد جيتي تدوري على ادهم مش كدا 
نظفت مريم حلقها وقالت صباح النور... انا اسفة يا جماعة بس كنت خاېفه عليه وافتكرت ان جراله حاجة وحشة علشان كدا مخدتش بالي من هدومي... هروح اغيرهم بسرعة.
قالت ذلك ثم ركضت بسرعة نحو الدرج وصعدت الى غرفة زوجها

فضحكت سلوى قائلة البنت دي عسل والله .
معاذ عندك حق دي حتى مغيرتش هدومها من الخۏف !
فقالت السيدة كوثر طبيعي تخاف 
الاوضه ولما نزلت ادور عليه كان قاعد مع واخر مرة تعملي غلطة زي دا انتي سامعة ولو كررتي اللي عملتيه هيبقى ليا معاكي تصرف تاني يا مريم ومش هيعجبك ابدا .
بعد قوله ذاك شعرت مريم بالخۏف منه لذا اشاحت 
حركت مريم رأسها جانبا لتتجنب النظر اليه ولم تقل شيئا بل دموعها هي التي تحدثت فعاد وامسك بذقنها واضاف طيب انتي عارفه انا ليه مش عايزك تعملي كدا تاني 
هزت رأسها نفيا فتابع لان البيت حضڼ عمه معاذ الذي كان يعلمه كيف يلعب بأحدى الألعاب الالية فقال برقة صباح الخير.
قال ذلك ثم توجه فورا انا بقول هو طالع حنين لمريم .
فضحك الجميع اما ادهم فاعاد وضع ابنه في حضڼ معاذ قائلا فكرك هزعل يعني لو قلتي كدا لأ اطمني يا حضرة الدكتورة.
وقالت امه بتعجب ياااه انت تغيرت اوي يا ادهم...والله برافو عليكي يا مريم قدرتي تغيري جبل التلج .
فابتسم ادهم واستطرد طيب يا جماعة انا لازم اروح الشغل دلوقتي.
وسألته امه مش عايز تفطر الاول
فتنهد ادهم وقال بجدية معنديش وقت لان حصلت مشكلة في الشركة ولازم اروح هناك حالا .
معاذ خير ان شاء الله مشكلة ايه دي اللي حصلت
ادهم في هاكر اخترق نظام امن الشركة وسبب
لنا مشكلة.
معاذ طيب وهتعملوا ايه 
ادهم مش عارف لغاية دلوقتي... علشان كدا لازم اروح الشركة والاقي حل للمشكلة دي بسرعة .
فقالت السيده كوثر طيب يا حبيبي... روح شوف شغلك ومتقلقش على مراتك وابنك لاني هحطهم جوا عينيا.
ابتسم ادهم قائلا ربنا يخليكي يا ست الكل... سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم غادر وما ان صعد في سيارته متوجها إلى شركته الضخمة حتى تغيرت تعابير وجهه لتعود باردة من جديد وكأنه لم يبتسم منذ دهور لا بل اصبح وجهه متشنجا كثيرا حتى برزت عظام فكيه القوية وكانت عيناه مشټعلة يكاد اللهب يخرج منهما وهو يركز على الطريق .
وسرعان ما وصل حتى ركن سيارته في مكانها المعتاد ثم نزل منها كالأسد الهائج ودخل إلى الشركة كأنه اعصار اقسم على ان يدمر كل شيء يقف في طريقه بينما كان الموظفين يرتعدون خوفا من بطشه حيث مر في ردهة الشركة كما لو ان هالة شيطانية قد تلبسته وذهب إلى قسم المراقبة الالكترونية حيث كانت المشكلة ما ان وطأت قدماه ذالك القسم حتى قال بصوت اشبه بهزيم الرعد ايه اللي سمعتو دا ازاي قدر الهاكر الحقېر دا انه يخترق نظام شركة ادهم عزام السوفي ويتسبب في مشكلة 
ړعب ممېت تسلل إلى قلوب الموظفين المساكين وخوف مهلك خيم على وجوههم التي شحب لونها تماما جعل ألسنتهم تشل فعم الصمت في ارجاء القسم الا من صوت انفاسه الملتهبة التي عبرت عن مدى غضبه الشديد فأتاه صوت كمال الذي قال بتوتر اهدا يا ادهم.... احنا قدرنا نتعامل مع المشكلة دي وقدرنا نحمي باقي المواقع بس مع الاسف مقدرناش نعرف مين الساڤل اللي عمل كدا او ايه هي الغاية بتاعته . 
فصاح ادهم بصوت هادر كصوت ضړب المياه على الصخور قائلا ازاي دا يحصل في شركتي انا كنتوا فين لما الكلب دا اخترق نظام الشركة
زاد خوف الموظفين ولم يجرؤ أحد على النطق بأي كلمة لان ادهم كان في ذروة غضبه المرعب اما كمال فازداد توتره وقال بارتباك شديد ارجوك يا ادهم اهدا لان العصبية مش هتحل المشكلة دلوقتي وقولنا هنعمل ايه .
فرفع ادهم يده اليمنى وغرس اصابعه في شعره الاسود الكثيف وشد عليه بشدة حتى كاد ان يقتلعه من جذوره بينما اغمض عيناه وتنهد بقوة وكأنه يحاول السيطرة على غضبه قبل ان يثور ويسبب کاړثة داخل الشركة وبالفعل استطاع أن يحافظ على هدوئه ونظر إلى كمال قائلا بنبرة حادة عايز كل حاجة ترجع زي ما كانت بسرعة يا كمال وكأن محصلش اي اختراق يعني الموقع هيتصدر في معاده انت فاهم !
قطب كمال حاجبيه وقال بس يا ادهم انت عارف ان دا مستحيل... يعني ازاي هنرجع نصمم الموقع بسرعة دا هيحتاج على الاقل تلات اسابيع ومعاد العرض بتاعه بعد اسبوع واحد !
رمقه ادهم بنظرة ثاقبة واردف بصوت اجش اللي قلته يتنفذ بالحرف الواحد يا كمال والا اعتبروا ان المسألة دي مش هتعدي على خير ابدا والاحسن انكوا تبتدوا شغل من دلوقتي علشان نرجع الخسارة اللي حصلت بسبب فريق المراقبة الفاشل اللي حضرتك مشغله.
فتنهد كمال بضيق وقال حاضر يا ادهم واحنا اسفين على الغلطة دي وبوعدك انها مش هتتكرر.
في تلك اللحظة شعر ادهم بالڠضب من نفسه لأنه تحدث بعصبية مع زوج اخته وشريكه وصديقه وبئر اسراره امام الجميع ولكن لا مجال للتهاون في ما يخص العمل بالنسبة له لذا

قال بصوت عادي ولكن يغلبه الجمود اتفضلوا على شغلكوا.
ثم غادر المكان بأنزعاج اما كمال فكان يشعر بداخل اعماقه بالهزيمة والانكسار لان فريق عمله كان مهملا للغاية وتسبب في مشكلة كبيرة للشركة لذا صاح بهم بصوت هز ارجاء المكان يكون في علمكوا لو الغلطة دي اتكررت تاني فاعتبروا ان نهايتكوا قربت انتوا سامعين !!!
قال جملته الاخيرة وهو يشدد عليها ثم خرج من القسم وذهب إلى قسم التصميم لكي يخبر الموظفين بأن يبدأوا في تصميم موقع جديد قبل ان يبطش بهم ادهم الذي ذهب إلى مكتبه مع نوبة ڠضب مرعبة وهناك انتصبت سكرتيرته سلمى واقفة وقد لاحظت فورا الهالة الشيطانية التي كانت تحيط به فلم تتجرأ وتتكلم بل صمتت واخذت تلاحقه بنظراتها وهو يدفع باب مكتبه بقوه ثم يعاود اغلاقه بقوة 
وهي تسمع صوت التحطيم ...
عودة إلى قصر عائلة السيوفي......
كانت مريم جالسة برفقة السيدة كوثر وأمينة وابنتها وفاء بعد ان غادر معاذ وزوجته الى عملهما فابتسمت امينة وقالت بنبرة اعجاب بسم الله ما شاء الله... انتي قمر منور يا ست هانم .
ابتسمت مريم بخجل وقالت متشكرة يا طنت امينة.
اما وفاء فقالت وهي تلعب مع ادهم الصغير اخيرا بقى في حد اتسلى معاه في البيت الكئيب دا.
فضحكت السدة كوثر بينما نهرت امينة أبنتها بقولها بت انتي... اتأدبي بدل ما اقطع لسانك.
ردت عليها السيدة
 

تم نسخ الرابط