رواية بقلم سهام صاد

موقع أيام نيوز


بتقولي ايه 
لتتعالا الهمهمات واحداهن تهتف 
ان الله حليم ستار
وأخرى تنظر لها بشمئزاز ويتحدثوا عن ذهابها لشقة مديرهم وما بينهم 
فتذكرت هناء فهي بالتأكيد من لديها الحقيقه لهؤلاء فهناء من بعثتها من يومان وتحركت بخطي سريعه لمكتب هناء ولكن وجدتها تقف في بهو الشركه أمام ياسر الذي قد جاء للعمل ووقف يزيل نظارته عن عيناه وبجانبه أحد محاميون الشركه 

فجذبت يد هناء قائله لها برجاء وهي تتحاشا نظرات ياسر 
هناء تعالى معايا قوليلهم ان انتي اللي بعتيني بالملف لمستر ياسر
ونطقت اسمه بصعوبه لتتسع عين ياسر وهو ينظر لهناء التي وقفت مرتبكه ثم صاحت بها
انا بعتك ياريم ده انتي اللي اتحيلتي عليا عشان تروحي 
فنظرت إليها ريم پصدمه من كذبتها فهي ذهبت من أجلها لأنها كانت تريد الانصراف مبكرا من أجل والدتها ووجدته تنظر لياسر تخبره بكذب أنها من رغبة بذلك 
صډمتها كانت كبيره هي تدرك انها في غابة حقيقية غابة بها بشړ ووقف ياسر يستمع لهم وعيناه تدور بينهم وبعض الموظفين انتبهوا للحديث الدائر فخرج صوته صادحا بجمود 
وفيها ايه لما تيجيلي شقتي انا وريم جوازنا بعد شهر ومن يومين كتبنا الكتاب ومظنش أننا لازم نوضح كل حاجه لاي حد 
ونظر الي يدها التي تعلقت عين هناء عليها فأكمل وهو يطالع تلك التي وقفت متخشبه بمكانها
قولتلك ياحببتي ألبسي خاتم جوازنا انا عارف انك اكيد نستيه 
ورسم ابتسامة علي شفتيه فأبتسم البعض وتحولوا لمهنئين ليتقبل ياسر التهنئة بملامح جامده اما هي وقفت لا تشعر بأي شئ يدور حولها 
وقفت خلف باب المرحاض تكتم صوت أنفاسها بعد ان استمعت لاسم زوجها في الحديث الدائر بين المرأتان ولم ينتبهوا لوجدها كان جاسم قد اصطحبهم لمطعم فخم ليتناولوا طعام الغداء 
ولكن حديث المرأتان جذب اذنيها 
شوفتي مرات جاسم الشرقاوي عاديه خالص بيقولوا كانت موظفه عنده
فضحكت المرأة بتهكم وهي ترد علي صديقتها
ولا استيل حتي تقريبا نزوه وهيزهق منها قريب 
فتابعت الأخرى وهي تهندم خصلات شعرها 
الفرصه قدام نرمين سهله أنها تتجوزه بس الهانم رافضه تخرب حياتهم 
فتعالت ضحكاتهم لتكمل وهي تضع أحمر الشفاه علي شفتيها 
خليها معجبه بيه في صمت كده لحد ما تخسر فرصتها
وغادروا بعدها ولم يعوا ان طعناتهم وصلت لمن يعنوها دون تخطيط  
الفصل السابع والأربعون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
جلست بينهم تتناول طعامها دون شهيه وترسم علي شفتيها ابتسامة مصطنعه وهي تستمع إلي الحديث الدائر بين شقيقتها وجاسم كانت تشاركهم الحديث من حين لاخر إلي ان لاحظ جاسم شرودها فوضع كفه على يدها يداعب اناملها بحنان متسائلا
مالك ياحببتي 
ثم نظر لطعامها فوجدها لم تأكل الا القليل منه
شكل الأكل مش عجبك لو حابه غيري النوع 
ونظر الي
ورد مبتسما فهو و ورد من اختاروا لها وجبتها بعد ان تأخرت في المرحاض 
فأشارت إليه برأسها وهي تتحاشا النظر لعينيه 
لاء الأكل حلو وعجبني 
فداعب جاسم وجنتها وضحك بحب 
طب كلي ياحببتي 
فأبتسمت لهم ورد وهي سعيدة برؤية جاسم يدلل شقيقتها التي تستحق ان تحب وتحصل على السعادة فكلتاهما عانوا من الحياه ما يكفيهم 
وعادوا إلي طعامهم وهي مازالت كما هي صامته هادئه وانتهى الغداء كما انتهت تحليتهم وخرجوا من المطعم لتقف ورد تطالع ذلك الواقف أمام سيارته يطالعها ثم تقدم منها 
اريد الحديث معك ورد 
اوجعها رؤيته هكذا فلحيته قد طالت والسواد يحيط عيناه من قلة النوم كنان زوجها الذي يعشق الاهتمام بأناقته يقف أمامها وكأنه يحمل هموم الدنيا علي عاتقه وهو في الحقيقه أصبح كذلك 
والدته التي كانت تعيش حياتها كما يحلو أصبحت قعيدة الفراش شقيقة إلى الآن محاطه بالخطړ من قبل طليقها وزوجته بعيده هي وطفله الذي في احشائها ومشاكل بالعمل 
اعباء واعباء تراكمت لو عادت معه لاستطاع ان يصمد أمام كل شئ وتمتم برجاء 
ارجوكي تعالي معي
فألتفت ورد نحو جاسم ومهرة اللذان وقفوا يتابعوا الموقف جاسم يخبرها بعيناه ان تذهب معه ويتحدثوا ومهرة كانت تقف شارده معهم وغير معهم 
ونظرت إلي كنان الذي يطالعها برجاء وحسمت قرارها ستذهب معه وترى ما يريد أخبارها به 
وعندما خطت خطوه للامام ابتسم كنان وهو ينظر لجاسم الذي أخبره عن وجودهم هنا بذلك المطعم 
وانصرفت ورد
ليضم جاسم زوجته الشارده إليه مبتسما 
اول مره تسكتي علي حاجه ومتعترضيش 
لم تفهم سبب سؤاله وسألت عن ورد
هي ورد راحت مع كنان 
فأبتسم جاسم ثم سألها بحيره من شرودها هذا
اه ياحببتي مالك يامهرة 
قادها نحو سيارته وهو مازال يضمها إليه يخبرها عن خطته في اكمال باقى اليوم بالمنزل والاستجمام سويا 
كانت فكرة رائعه ولكن مع ما حدث اليوم لم تكن رائعه فحديث المرأتان حرك داخلها أشياء تخاف حدوثها 
نظرت ورد للشقة التي اصطحبها اليها فوقفت تتأمل الشقه قليلا فأرتسمت ابتسامة راضية علي شفتي كنان واقترب منها متسائلا
أتمني ان تكون بالفعل أعجبتك ورد 
فألتفت ورد نحوه فتابع كنان 
شقتنا هنا بمصر ورد اشتريتها من فترة عن طريق صديق لي يعمل في العقارات 
فسارت بخطوات هادئه تتأمل الشقه كانت أنيقة وراقية 
أنها ملك لكي ورد وعقدها بأسمك 
وشعرت بيديه علي ذراعيها يلامسها بنعومه ثم انحصرت أسفل معدتها وانفاسه الدافئة تلفح صفحات وجهها بعد ان مال برأسه علي كتفها 
اشتقت لكي ورد اشتقت لكي كثيرا 
كانت لا تقل شوقا مثله وذابت مع لمساته حتي أنها لم تشعر بيديه وهو يزيل عنها حجابها ولكن أدركت الوضع سريعا وابتعدت عنه 
كنان أرجوك 
فجذبها إليه وهو يزفر انفاسه بقوة صارخا بها
ماذا تريدي انا افعل ورد أكثر من ذلك ماذا أفعل أخبريني 
وسقطت دموعها بصمت وهي تتآلم من قبضة كفه على ذراعها نعم تشتاق إليه بشده وتريد ان تغفر ولكن كيف ستغفر وهي لم تتعافي من آلامها وهاجس الخۏف الذي عاشته معه خذلانه معها ذكرها باليوم الذي خذل فيه اباها والدتها ذكرها باليوم الذي خذلها فيه خطيبها السابق وقد كان أول حب تفتح عليه قلبها 
كفي كنان كفي أنت السبب في كل هذا لو لم تكن عائشة شقيقتك كنت ستعيش معي رجلا مشتتا بجسدك فقط كنت ستتركني كنان مثلما تركت سيلا عندما وجدتني
ألجمته عبارتها الاخيره كما ألجمتها هي أيضا ووضعت بيدها علي فمها وهي لا تصدق أنها قالت ذلك فهي تعلم ان علاقته مع سيلا كانت منتهية قبل ان يحبها فالسيدة عظيمه أخبرتها بكل هذا فبعد مۏت هازان ترك كل شئ وظهرت سيلا علي حقيقتها من امرأة عابثه حتي أنها لم تقدر حزنه علي شقيقته 
لم أقصد كنان 
وتنهدت بضيق من حالها وهي تجده يبتعد عنها 
انت تعلم أنني لم اقصد قولت لك اتركني لبعض الوقت كنان 
فألتف إليها ثانية ناظرا لها بعمق 
إلي متي ورد كفي دلالا 
ترددت الكلمه بأذنيها قليلا حتي ضحكتك وهي تعيدها علي مسمعه 
دلالا انا اتدلل انا لا أتذكر أنني تدللت يوما علي أحد كنان 
وتابعت وهي تشرد بذاكرتها حينما كانت تمر علي متجر والدها ټخطف بعض النظرات إليه خلسه وتري كيف يسير برفقة سهير زوجته متاجر ضخمه يمتلكها والدها وهي وشقيتها يعانون نظرات البؤس من جيرانهم حتي خطيبها تركها لأن والدته كانت تراها دون المستوى 
انا لم اتدلل يوما الا على شقيقتي اما الدلال لا أعرفه حتى أنت لم أطلب منك الا حبك كنان والآن تسمى بعض تمردي عليك دلالا 
تآلم لرؤيتها هكذا لأنه أكثر من يعلم طبيعة زوجته الهادئه ووجدها تقترب منه وأخذت تدفعه علي صدره بقوة 
ومدام ما افعله دلال سأتدلل كنان 
وقف يطالعها وهو لا يعلم ايضحك عليها ام يضحك علي حظه فقد خطط ان يقضي اليوم بأكمله يضحكون ويستمتعون ويشاكسها ولكن في النهايه ضاعت جميع خططه  فمنذ ان وصلوا وهي تجلس تطالع التلفاز وتبكي علي بطلة الفيلم التي تعاني من المړض وتكافح من أجل البقاء وقد خذلها حبيبها 
فيبدو ان حتي التلفاز تعاون مع حالتها واقترب منها بهدوء وهو يرسم علي شفتيه ابتسامه هادئه 
مهرة 
فرفعت عيناها الباكية إليه فسألها
مالك يامهرة
فتمتمت وهي تلتقط المنديل تزيل به دموعها 
مافيش حاجه بس مندمجه مع الفيلم 
فنظر للفيلم ثم إليها 
سكوتك ده انا أكتر واحد عارف أنه لاما بيجي ورا عواصف ومصايب او بالك مشغول في حاجه 
وألتقط جهاز التحكم الخاص ب التلفاز واطفئه ثم نظر اليها بتحديق 
احكي انا سمعك 
فلمعت عيناها وهي تتذكر حديث المرأتان لم تحزن من كلماتهم بقدر ما حزنت أنهم يستكتروا زوجها عليها ويروها أنها لا تستحقه ولا تليق به 
واندفعت نحوه سريعا ټدفن وجهها بصدره وتهرب من الاجابه 
جاسم انا بحبك اوي
فضحك وهو يربت علي ظهرها 
وإنا كمان بحبك يامهرة بس هي ديه الاجابه اللي انا عاوزها ولا انتي بتهربي من الموضوع 
فأبتعدت عنه قليلا تطالعه وتفكر هل تخبره بما سمعته ام تصمت وقررت الصمت ولكن داخلها قرر المحاربه واشاحت عيناها بعيدا عنه كي يصدق ما ستخبره به
اظاهر ان عندي اكتئاب حمل وحاسه اني مش طايقه حد 
فأنفجر ضاحكا مما تخبره به رغم أنه يعلم أنها تكذب ولكن لم يرد ان يضغط عليها 
فاشله حتي في الكدب ياحببتي 
فأرتبكت بعد ان كشف أمرها 
هو انت مش مصدقني 
كان صوت ضحكاتهم يعلو حتي أنها نسيت كل شئ كان يزعجها وكأن القلب قد سكن العقل بترياق نشوته ولم يفيقوا من مداعبتهم تلك إلا علي نحنحه خجله فقد كانت ورد تقف مرتبكه فأبتعد جاسم عن مهرة التي تسألت على الفور 
عملتي ايه مع كنان
فطأطأت ورد رأسها وهي تتذكر ما اخبرها به 
كنان مسافر بكره الصبح 
فتفاجئ جاسم بالأمر لتنظر ورد لشقيقتها التي تحدق بها 
اتفقنا اني هقعد هنا فترة اريح أعصابي مجرد وقت 
فتنهدت مهرة براحه فهي تريد معاقبة كنان ببعد شقيقتها قليلا ولكن لا تريد إنهاء زواجهم فهي تعلم عشق شقيقتها لزوجها كما ان أصبح بينهم طفلا 
وضع وجهه بين راحتي كفيه وهو إلى الآن لا يعلم كيف نطق بتلك الكلمات ورفع وجهه ليسند ظهره علي الاريكه فقد فهم اللعبه ف هناء اعترفت بكل شئ اعترفت بأن ناريمان
وعدتها ان تعطيها وظيفه مرموقة أخرى بكندا هي وخطيبها ظنوا أنهم يتعاملوا مع رجلا سهلا فهو لديه أساليبه لديه وجه آخر يداريه حول الرجل الذي هو عليه بالاصح هو لديه أوجه عديده أصبح يعرف يستخدمها متي اراد 
الزمن علمه كيف يكون وكيف يضع خيوط لعبته بين أصبعه ولكن سؤال محير مازال لا يعرفه لما ناريمان فعلت تلك اللعبه وعاونتها رفيف عليها هذا ما ينتظر إجابته التي سيعرفها بالتأكيد فهو منتظر عودة ريان حتي تكون الصورة واضحه أمامه وهو يسمع أفعال شقيقته وعشيقته
وتذكر هيئة ريم الشاحبه وهي تستمع لكلماته فضغط على فكه بقوة وهو يلعن رفيف وصديقتها ومر الوقت وهو يفكر بذلك الوضع الذي دخل إطاره دون أراده وأخيرا انتهى قراره الحسمي 
سيتزوجها ثم يطلقها وانتهي الأمر 
ونهض من فوق الأريكة يلتقط مفتاح سيارته 
صعدت ورد
 

تم نسخ الرابط