روايه منى

موقع أيام نيوز


كانت بين العيلتين زمان
صمتا وكل منهما غارق فى تفكيره .. رأت مريم حمامة حطت على غصن شجرة وهى تحرك جناحا واحدا أما الآخر فيبدو أن به خطبا ما .. حاولت الطيران فوقعت من على الغصن لتسقط على الأرض .. هبت مريم مسرعة اليها و مراد ينظر اليها .. رآها تمسك بالحمامة وټحتضنها بين يديها وتقربها منها .. وقف مراد وتوجه تجاهها ليجدها تمسح بأصابعها على رأس الحمامة فى حنان .. رفعت رأسها لتنظر الى مراد قائله بأسى 

جناحها شكله في مشكلة .. مش عارفه تطير
أخذت مريم تمسح عليها بأصابعها و مراد ينظر اليها متأملا .. قالت مريم 
أعمل ايه 
قال مراد بحيرة 
مش عارفه
قالت مريم وهى تشعر بالأسى لأجلها 
هدخل أشوف أى حاجة عشان أأكلها ممكن تكون جعانه .. وبعدين نشوف دكتور بيطري أو نوديها محل عصافير أكيد اللى بيبيع هيكون فاهم
ابتسم مراد ونظر اليها بحنان قائلا 
شكلك بتحبي الحمام أوى
قالت مريم وهى تتأمل جناح الحمامه بإهتمام 
لا أنا أول مرة أمسك حمامه .. بس صعبت عليا عشان جناحها مكسور ومش قادره تطير
اختفت ابتسامه مراد ليحل محلها الوجوم .. ترى كيف سيكون رد فعلها ان أخبرها بإعاقته .. أستشفق عليه مثلما أشفقت على تلك الحمامة .. لا وألف لا .. لن يتقبل منها أى شفقه .. لن يسمح لها بالشعور بالشفقة من أجله .. آخر ما يريده منها هو شفقتها .. نظرت اليه مريم وقالت كمن تذكرت شيئا هاما 
صحيح كنت عايزة أزور وحدة قريبتى فى دار المسنين
أفاق مراد من شروده وسألها 
تقربلك ايه 
شعرت مريم بالتوتر واحتارت أتخبره أم لا .. فقال مراد وهو يتفرس فيها 
أنا سألتك لانك قولتيلى قبل كده انك ملكيش قرايب هنا
تلعثمت مريم وهى تقول 
ليا قريبة واحدة بس
أعاد مراد سؤاله 
تقربلك ايه 
قاطعهما صوت نرمين التى أقبلت نحوهما تقول 
يلا يا جماعة الأكل جاهز ومستنيينكوا على السفرة
حمدت مريم ربها على قدوم نرمين الذى أنقذها من سؤال مراد .. فلم تكن تتوقع أن يسألها هذا السؤال .. وهى ليست مستعدة لإخباره الحقيقة بعد .. لانها لا تستطيع النبؤ برد فعله ان علم .. سبقتهما مريم الى الداخل وهى تحمل الحمامه فى يدها .. التفتت نرمين لتدخل هى الأخرى فأوقفها مراد قائلا 
نرمين .. فكرتي فى الموضوع
اللى كلمتك فيه
ارتبكت نرمين واحمرت وجنتاها خجلا .. واسرعت الى الداخل وهى تقول 
ماما هتقولك ردى يا أبيه
ابتسم مراد وقد توقع موافقتها .. التف الجميع حول طاولة الطعام مبتسمين لبعضهما البعض .. قالت مريم بحزن 
لقيت حمامه ياعيني جناحها مكسور فى الجنينة وقعت من على الشجرة مكنتش عارفه تطير
قالت سارة بتأثر 
يا حرام
قالت ناهد 
وبعدين طارت
قالت مريم 
لا مش عارفه تطير خدتها المطبخ وحطتلها أكل
قالت نرمين فجأة بحماس 
صحيح ما قولتلكوش .. النهاردة وأنا فى الجامعة .. قالوا ان ادارة الجامعة عاملة دورة فى الإسعافات الأولية واشتركت
فيها
ابتسمت مريم قائله 
أنا كمان كنت اشتركت فى دورة زى دى لما كنت فى الكلية
ابتسمت نرمين قائله 
بجد 
أومأت مريم برأسها وقالت 
أيوة .. مفيدة على فكرة وبيدوكى شهادة فى نهاية الدورة بعد ما بتحلى الإمتحان
قالت نرمين بحماس 
عرفت فعلا ان فى امتحان .. أكيد هيبقى نظرى بس مش كدة 
قالت مريم وهى تتناولى طعامها 
لا .. عملى ونظرى
قالت نرمين بدهشة 
ازاى يعني عملى 
قالت مريم شارحه 
الفصل بتاع التنفس الصناعى بيكون عملى
توقف مراد عن تناول طعامه ثم الټفت الى مريم قائلا پحده 
ازاى يعني عملى .. انتى امتحنوكى عملى فى التنفس الصناعى 
نظرت اليه مريم لترى نظرة غاضبة فى عينيه .. تساءلت فى نفسها .. أهذه غيره .. أم أنها تتوهم ذلك .. قالت بهدوء 
على مانيكان
هدأت حدة نظراته .. وأشاح بوجهه يكمل طعامه .. التقت نظراته مع نظرات ناهد الجالسه فى المقعد المقابل له .. فنظرت اليه مبتسمه بخبث شديد .. فأشاح بوجهه عنها هى الأخرى .. قالت نرمين مستفهمه 
انتى يا مريم فصيلة دمك ايه 
قالت مريم 
AB
قالت نرمين بمرح 
ما شاء الله احنا مجمعين فى بيتنا كل أنواع فصائل الډم .. انا A زى ماما وبابا .. و سارة O .. و مراد B .. وانتى يا مريم AB
سقطت الملعقة من يد مريم فى طبقها لتصدر صوتا عاليا .. نظر اليها الجميع فأدارت بعينيها فى وجوههم .. بدا وكأنها رأت شبحا أمامها .. كان يبدو عليها الصدمة .. الړعب .. الخۏف .. الحيرة .. سألتها سارة بإهتمام 
انتى كويسة يا مريم 
حاولت التحدث فخرج صوتها مرتعشا وقالت 
أيوة بس شبعت .. بعد اذنكوا
نهضت مريموغادرت مسرعة .. وأخذ مراد يتابعها حتى اختفت وقد ضاقت عيناه .
صعدت مريم الى غرفة مراد وأغلقت الباب خلفها ووقفت خلفه يعلو صوت تنفسها .. كيف .. كيف ذلك .. من غير الممكن أن تكون فصيلة ډم مراد B .. هذا غير معقول .. من غير المعقول أن يكون أبواه A وهو B هذا مستحيل .. بل من رابع المستحيلات .. اذن ف ناهد ليست أمه .. ليست أم مراد .. أخذ عقلها يعمل بسرعة چنونية .. من أم مراد اذن .. هل من المعقول أن خيري والده تزوج من ثلاث نساء .. ناهد و زهرة و امرأة أخرى هى أم مراد .. أم ............! ..
توجهت مسرعة الى الدولاب وأخرجت منه حقيبتها فتحتها بأيدي مرتجفه وأخرجت منها قسيمة زواجها .. أخذت تنظر اليها بلهفة حتى توقفت عند نقطة ما .. فاتسعت عيناها دهشة ووضعت كفها على فمها تكتم صيحة الدهشة التى خرجت رغما عنها .. انفتح الباب فجأة فالتفتت لتجد مراد خلفها .. اقترب منها فأخذت تنظر اليه وعيناها متسعتان على آخرهما وهى تمسك بيدها قسيمة الزواج .. نقل مراد بصره من القسيمة اليها وقال 
فى ايه يا مريم .. مالك 
لم تستطع التحدث .. هربت الكلمات منها .. اقترب مراد أكثر وأخذ الورقة من يدها ونظر اليها ثم رفع نظره فى حيرة قائلا 
قسيمة جوازنا
قالت مريم بصوت مرتجف وهى تمعن النظر اليه 
انت .. انت توأم ماجد 
نظر اليها يرقب تعبيرات وجهها .. فأخذت القسيمة منه بعصبية وأشارت الى تاريخ ميلاده وقالت بعصبيه 
تاريخ ميلادك ..نفس تاريخ ميلاده ..
ثم أشارت الى اسم الأم وقالت بصوت مرتجف 
واسم الأم واحد .. زهرة
ثم نظرت اليه وقالت بحيرة ودهشة وصدمة 
انت توأمه .. انت توأمه مش كده 
كانت تعبيرات مراد هادئة .. قال 
أيوة توأمه
شعرت مريم بالصدمة وهى تسمع هذا الإعتراف منه .. أخذت تحاول استعاب ما يحدث وما تكتشفه .. قالت پحده 
ليه ما قولتليش .. ليه خبيت عليا 
قال مراد بحيره 
أنا مخبتش عليكي .. انا كنت فاكرك عارفه
تمتمت مريم پحده ومازالت عيناه تتسعان من الصدمة 
هعرف منين .. هعرف منين يعني ان طنط ناهد مش مامتك .. وانك
توأم ماجد .. وان .......
صمتت ثم قالت پألم 
وان ماما زهرة تبقى مامتك
نظر اليها مراد متفرسا وقال بدهشة 
ماما زهرة 
تزايدت سرعة تنفسه وسرعة ضربات قلبه أمسكها من ذراعيها پعنف وهو يقول 
مريم .. فى ايه قوليلى .. ليه بتقولى ماما زهرة .. ليه بتقولى ماما 
نظرت اليه مريم پألم ودموعها تتساقط على وجنتيها وهى تقول 
أنا مش فاهمة حاجة .. أنا مبقتش فاهمة حاجة .. انت ازاى تسيب مامتك كده .. ازاى سايبها كده 
قال مراد پحده وعيناه تملأهما الحيرة والخۏف 
يعني ايه سايبها
كدة .. ماما متوفيه من زمان
اتسعت عيناها دهشة وهى تصيح قائله 
مين اللى فهمك كده .. قالولك أخوك ماټ .. وكمان ان مامتك ماټت !! .. ليه كدبوا عليك كده
قال مراد وهو يشعر وكأن الدنيا تدور به 
تقصدى ايه يا مريم
هتفت مريم پغضب وألم ودموعها تتساقط 
مامتك عايشه فى دار مسنين يا مراد
وقع الخبر على رأس مراد كالصاعفة .. ظل ينظر الى مريم غير مصدقا .. أخذ ص دره يعلو ويهبط بسرعة وكأنه كان يبذل مجهودا شاقا .. اعاد كلماتها ليستطيع اتيعابها 
ماما عايشة فى دار مسنين
قالت ودموعها تبلل وجنتها 
حرام عليهم ليه حرموك منها وحرموها منك
قال مراد پغضب 
ليه ما قولتليش .. من أول ما جيتي هنا وانتى عارفه انى أخوه .. ليه ما قولتليش ان ماما عايشه
هتفت بإستنكار 
أيوة عارفه انك أخوه بس معرفش انك توأمه .. افتكرت انكوا اخوات بالأب بس .. لو كنت أعرف أكيد كنت قولتلك .. بس متخيلتش أبدا انكوا تكونوا توأم
صمتت قليلا ثم قالت بإهتمام 
وطنط ناهد عارفه انك مش ابنها
قال مراد وقد بدأ يفيق من صډمته 
أيوة عارفه طبعا
جذبها من ذراعها الى الدولاب وقال بلهفه 
البسى بسرعة .. عايز أروحلها حالا
خرجا معا وذهبا الى دار المسنين .. قالت له مريم وهى تقف خارج الغرفة 
مراد خليني أدخلها الأول لوحدى .. ماما زهرة تعبانه .. صدمة مۏت ماجد كانت كبيرة أوى عليها .. وانت نسخة منه .. سيبنى أتكلم بس معاها الأول
أومأ مراد برأسه ايجابا وقال بصوت متهدج 
ماشى ادخليلها انتى الأول .. بس متتأخريش عليا
شعرت مريم بلهفته عينينه تعبيرات وجهه لملاقاة أمه .. أمه التى حرم منها سنين طويلة .. دخلت مريم الى غرفة زهرة .. لتجدها جالسه فى فراشها والمرافقة تطعمها بيدها .. اقتربت منها مقبلة رأسها ويديها وقالت 
حبيبتى ماما زهرة عاملة ايه دلوقتى
التفتت اليها زهرة مبتسمه وهى تتطلع اليها .. جلست مريم أمامها على الفراش واتسعت ابتسامتها قائله 
ما شاء الله حساكى بقيتي أحسن من الأول بكتير
أومأت زهرة برأسها ايجابا وهى مازالت محتفظة بإبتسامتها .. قالت لها مريم وهى تمسح على شعرها فى حنان 
ماما فى عندى ليكي مفاجأة .. مفاجأة مكنتيش تتوقعيها
نظرت اليها زهرة بإستغراب تحاول تخمين المفاجأة .. فقالت مريم بحماس وهى ترقب تعبيرات وجهها 
ماجد كان له أخ توأم مش كده .. مراد
ظهرت سحابه حزن فى عيني زهرة وتوقفت عن الأكل .. ثم نظرت الى مريم بدهشة وألم .. وعيناها تسألانها كيف عرفت بأمر توأم ماجد ... قالت مريم بتأثر وبحنان بالغ 
تحبي تشوفيه .. تشوفى مراد ابنك
اتسعت عينا زهرة ونطقت ملامحها باللهفة .. وهى تتطلع على مريم .. ابتسمت مريم والعبرات فى عينيها وهى تقول 
هو معايا بره .. أدخلهولك تشوفيه 
التفتت زهرة پحده الى باب الغرفة المغلق وكأنها تريد اختراقه لتصل الى ابنها .. مراد .. ثم عادت تنظر الى مريم وعيناها ترجوها أن تفتح هذا الباب الذى يفصلها عن فلذة كبدها .. قامت مريم وفتحت باب الغرفة وقالت ل مراد 
تعالى
شعر مراد بقلبه يخفق پجنون .. اقترب من الغرفة شيئا فشيئا وتوقف أمام الباب .. أخذ ينظر الى تلك المرأة النحيلة التى تتوسط الفراش .. وعيناها تتطلعان اليه بلهفة وشوق وحب وألم وعذاب وحنين والدموع تبلل عينيها .. أخذ يلهث وهو يتطلع اليها ..
ويحتويها بعينيه بلهفه مماثلة للهفتها .. تساقطت العبرات من
 

تم نسخ الرابط