ۏجع الفراق بقلم حنان إسماعيل
المحتويات
يميل ناحيه رقبتها كانت ضربات قلبه تتصاعد من فرط الانفعال
حاولت ابعاده قائله بلهجة توسل لو سمحت سيبنى
اتاهم صوت غادة من الخلف قائله ويدها تتوسط خصرها فى ڠضب ايه يابيبى مين دى اللى وخداك منى
ترك صافى والتى كادت ان تنسحب لولا ان وضعت غادة يدها امامها كى تمنعها وهى تتفحصها بإحتقار قائله
صړخ فيها غاضبا قائلا غادة ....سيبى المدام تعدى
لم تدع لهم صافى الفرصة وهى تمر من امامهم لخارج القاعه فى ضيق .
اشغل سيجارته ونفث دخانها فى هدوء
ممزوج بالڠضب قبل ان تقترب منه غادة وهى تضع يدها حول ذراعه قائله بدلال مزوج بنبرة غل
غادة فيها ايه زيادة عنى
سارى حياتى الخاصة انا حر فيها ودى اخر مرة اقولها لك
قالها قبل ان يترك يدها والتى اخذت تدلكها قائله
غادة انت حر وانا مالى ..انا بس صعبان عليا انى اشوف اميرى الجميل وواحدة لامؤاخذة مش طايقه تبص فى وشه زى ماشفت صحبتك دى من شوية
عاد لشقته .اخذ يرمى كل مايقابله
بقدمه قبل ان يسمع رنين هاتفه .هدأ بعض الشئ قبل ان يجيب
سارى اهلا فهد
فهد عامل ايه ياصديقى
زفر سارى بضيق تمام
فهد صوتك مش عاجبنى ...ايه البنت اياها برضه ولا ايه مش ناوى تطلعها من دماغك
فهد انت بقيت صعب اوووى ياسارى ...انت مش شايف ان موضوع البنت ده اخد اكتر من حقه معاك ...ركز شوية فى شغلك ياسارى .وبعدين عملت ايه فى موضوع شركة الانتاج انت مش قلت لى هننتج بالشراكة بين شركتى هنا وشركتك مسلسل مشترك ..انت نسيت ولا ايه
شرد سارى للحظات قبل ان يجيبه اه ..طيب استنى منى مكالمه بعد يومين هكون ضبطت كل حاجة وكلمتك
فى اليوم التالى وجدها تدخل مكتبه بورقه فى يدها ..ظل مكانه على كرسيه وهو يراها تمد اليه بورقه قائله بجدية
صافى اتفضل .دى ورقه استقالتى
نهض من مكانه غير مصدق لما تقوله قائلا
سارى زى ماتحبى بس لو امكن نتكلم شوية الاول
اخذ الورق منها ورماها على مكتبه قبل ان يجذب ذراعها بلطف نحو الكرسى كى تجلس قائلا بلطف وهو يجلس قبالتها
جلست بعد تردد فبادر قائلا بهدوء وادب
سارى انا بعترف انى كنت انسان مش محترم معاك وان بدايتنا كلها من الاول غلط ..عشان كده حابب اعتذر لك واتمنى لو تدينى وتدى نفسك فرصه تانية ونتعامل مع بعض فى اطار محترم
ذهلت مما تسمعه منه .كادت ان تتكلم الا انه تكمل قائلا
سارى يعنى تقدرى تقولى اننا هنحط قوانين جديدة ونجرب لو معجبتناش استقالتك عندى وقتها همضيها ..ايه رأيك
صافى وايه اللى يضمن لك كلامك ده
سارى مقتربا منها وعيناه تنظران لعيناها بثبات
سارى ولا اى حاجة غير انك فى الاخر انسانة حرة مفيش حاجة تجبرك تتعاملى معايا
اومأت براسها بفهم بتردد قبل ان تنهض الا انه اشار اليها ان تجلس قائلا
سارى ممكن بقى نجى لموضوع مهم ..من الاخر ليا صديقى وشركى ببلدى عندنا هناك شركةانتاج درامى فبقالنا فترة بنفكر ننتج مسلسل مشترك بين البلدين ..وانا قريت روايتك ۏجع الفراق ..وعجبتنى فقلت ممكن ننتجها .وحقوقك المادية والادبية كلها محفوظة ايه رأيك
صافى بتوتر وهى تعبث بشعرها بينما اخذ هو يراقب حركة اصابعها وهى تلامس خصله شعرها فى شغف .قطع ترددها قائلا
سارى صدقينى مش هتندمى .وفكرتك هتطلع فى الشكل اللى تتمنيه
اومأت براسها فى تفهم
...............
مرت ايام متتالية منذ جلستهم الاخيرة .كان سارى فيها مختلفا معها وكأنه شخص اخر غير الذى التقته .ودودا وخلوقا .استمع اليها كثيرا فى شركة الانتاج بعدما بعث لفهد كى يحضر .ظلا لايام يعملان على تعديل صيغ الرواية لتتناسب مع فكرة المسلسل بطريقه لا تمس بمحتواها .كما ابرم معها عقد مادى باهظ .
اعجب فهد كثيرا بثقافتها ودرايتها بطبيعه العمل .اتفقا ان يسافرا معا لوطنهظ كى يرتبا بعض الامور الخاصة بتعديل بعض الحلقات حتى تتناسب اكثر مع طبيعه البلدة وطبيعه الناس فيها والتى تختلف ثقافتهم وعاداتهم عن عادات المصريين كما سردت فى روايتها .
جلسا ذاك اليوم لاكثر من ثلاث ساعات هو وفهد وصافى وشخصان اخران يرتبان تفاصيل الحبكة الدرامية للمسلسل قبل ان تستأذنهم للرحيل
تابعها فهد بعد رحيلها هى والشخصان الاخرين قبل ان يقول لسارى متعجبا
فهد بنت غريبة جدا ياسارى ..لك حق تتعلق بيها
ضحك سارى قائلا اتعلق بيها !!!انت فاهم غلط ..دى زيها زى غيرها مجرد نزوة عابرة مش اكتر
فهد متعجبا والله اللى شايفه من نظراتك انك مچنون بيها .بس قولى ايه الادب اللة نزل عليك وطريقه تعاملك معاها بالشكل ده
ضحك سارى بصوت عالى قائلا وهو يقدم لصديقه سېجارة من على مكتبه قائلا
سارى ده تكتنيك ياصديقى ..انا اكتشفت ان طريقتى كانت غلط معاها فقلت لازم اغير الاسلوب وبدل مااجرى انا وراها وهى بتتقل عليا .اعلقها هى بيا لحد لما تبقى طوع امرى وقتها ارميها زى الكلبه بعد مااكون اخدت اللى عاوزه منها .
رمقه فهد پغضب قائلا وده كله ليه يا سارى سيب البنت فى حالها وبلاش تلعب پالنار بدل ماتتحرق بيها .اللى خلقها خلق اللى احسن منها بناقص دى
اجابه سارى بتحد لاء دى وقريب اوووى
سافرا جميعهم لموطنه بمن فيهم غادة .حجز لهم بفندق كبير
حجز ايضا لبعض من رفاقه ابناء موطنه واخرون ذو جنسيات عربية مختلفه لطالما كانوا رفاق حياته او بمعنى اصم رفاق سهراته .
نزلت صافى بغرفه بجوار غرفه غادة كمل حجز سارى هو الاخر جناح فخم له فى
احد الادوار العليا .اطمأن لتسكينهم بالفندق قبل ان يذهب لرؤية اولاده .غاب ليومين تاركا فهد مع فريف العمل لترتيب كل التفاصيل
فى صباح احد الايام عاد وهم يتناولون الافطار بالفندق .ذهب ناحية مائدة صافى .تحادثا بعض الوقت بينما راقبتهم غادة بغل والتى كانت تجلس بعيدا عنهم وبجوارها فهد وبعض من اصدقاء سارى وبخلصة مروان والذى مال ناحيتها قائلا لها بعبث
مروان ايه راحت عليكى ودى لعبته الجديدة
نظرت غادة اليه پغضب قائله
غادة مين دى البتاعه دى اكييد انت بتهزر تيجى ايه هى فى جمالى وجسمى وسحرى
نظر اليها مروان بنظرات شھوانية وهو يتأمل جسدها قائلا بصوته الاجش
مروان لاء من الناحية دى انتى الملكه ..بس البنت حلوة برضه وفيها حاجة جديدة بصراحة
قالها وهو يتأمل صافى بنظرات متفحصه .قبل ان تسأله غادة بغل
غادة ايه بقى الحاجة اللى فيها مش عندى يامروان بيه
مروان بعبث ان شكلها بيور .خام يعنى .حاجة جديدة زى الفاكهة اللى من على الشجرة علطول لايدك وبين الفاكهة اللى لفت الاسواق كلها وبقت مرمية بالكيلو للكل وسارى صاحبى بيزهق بسرعه اسألينى انا
هبت غادة من مكانها فجأة قائله له
غادة لعلمك الفاكهة اللى عاجبه صاحبك مش طايقاه اساسا
قالتها قبل ان تتركه فى ڠضب.. تاركة مروان يراقب سارى وصافى وهم يتبادلون الحديث
بود.
قائلا بصوت هامس والله ماههنيك
عليها ياسارى وبكره تشوف
...............
فى سهرة جمعت الرفاق القدامى .شربا كثيرا من المشړوبات الكحولية وهم بتبادلون الضحك كلما تذكروا مواقف فكاهية جمعتهم سويا على مدى صداقتهم.
تطرق مروان لموضوع صافى بإستفزاز قائلا لسارى والذى بدا مترنحا اكثر من اثر اكواب الخمر الكثيرة التى ابتلعها .
مروان الا ياسارى ياصديقى .سمعت ان الحظ اتخلى عنك وجاذبيتك ناحية الستات اهتزت
ضحك سارى بترنح قائلا ومن قال كده بقى انت !! يابنى ده انا لسه واخد غادة منك وبأقل من السعر اللى انت عرضته بكتير ويمكن لو ببلاش كانت وافقت
استشاط مروان ڠضبا فقال لسارى
سارى ولما انت كده .اومال البنت بتاعه السيناريو مش معبراك ليه وسايقه عليك الدلال وبيقولوا انها تطيق العمى ولا تطيقش ريحتك
ابتلع سارى غضبه قائلا بسخرية لمروان
سارى بلاش موضوع الريحه دى منك انت بالذات والنبى
قالها وضحك عاليا هو وكل من بالجناح قبل ان ينسحب مروان فى غيظ
طرق مروان باب غرفه غادة ففتحت له وهى تتثأب من النوم
ازاحها من امامه وهو يدخل امامها غرفته قبل ان يقول لها بلهجة امرة .
مروان اقفلى الباب وتعالى ورايا
فعلت ماآمرها به قبل ان تلحق به للداخل
جلس امامها قائلا بجدية وهو يخرج دفتر شيكاته ويده تكتب فى احد الشيكات رقم .انتهى مما يفعله وقدمه اليها وهى واقفه تنظر الى ما يفعله بإهتمام قائلا
مروان ده شيك وليكى قده مرتين .مقابل انكى تجيبيلى كل حاجة عن البنت دى من يوم مااتولدت لحد النهاردة ..والاهم لما توصلينى ليها بأى شكل والكلام ده يخلص النهاردة مش بكره .مفهوم
خطفت الشيك من يده بلهفه وهى تنظر للرقم المدون قائله بحماس
غادة ومن غير اى حاجة وحياتك .بكره المعلومات هتكون عندك .بس تبقى لك دى محتاجة تخطيط فإدينى شوية وقت
.............
فى صباح اليوم الثانى اتصلت بمدحت الصحفى والذى سبق وان عرض خدماته فى نقل احاديث زملائه لسارى .وكان قد سبق لها ان التقت به عدة مرات اثناء ترددها على شركة الانتاج بمبنى الجريدة خلال صعودها مرة بالاسانسير بعدما تطوع فى اعطائها كارت شخصى له واعدا اياها بنشر اخبارها الفنية وصورها المٹيرة .
اخذت تحكى معه فى بعض المواضيع قبل ان تتطرق لصافى والتى بمجرد ان اتت على سيرتها .تطوع هو بحكاية قصتها كامله على اذن غادة والتى ابتسمت فى فخر .
حكت لمروان كل شئ يخص صافى .فإبتسم بفخر بعدما عرف كل مايلزمه للايقاع بصيدته الجديدة
فى قاعه الطعام تعمد مروان ان يقف بمحاذاه صافى اثناء خروجها منها .تضايقت من نظراته الفجة واسلوبه المقزز وهو يحاول التعرف عليها بحجة انه صديق مشترك بينها وبين سارى
...............
فى المساء اقام فهد حفل البدء فى تصوير المسلسل فى حضور الجميع .ارتدت صافى فستان ازرق لامع ضيق اظهر جمال رشاقتها .رفعت شعرها للاعلى فى بساطه
لفتت الانتباه اليها فور دخولها .كانت جميله ومشرقه حتى ان سارى تسمر مكانه .اقتربت منه ومن فهد وغادة الواقفان بجواره لتلقى عليهم التحيه .
اجابها سارى بإيماءة من رآسه وهو يتفحصها بإمعان حتى احست بالخحل .تحسست رقبتها بيدها بتوتر .
رمقتها غادة بغل دون ان تجيبها بينما تفحصها مروان بنظرات قڈرة قبل ان يمد يده اليها محييا
مدت يدها لتسلم. فتحسس يدها بطريقه مقززة لاحظها سارى مما اثار ضيقه
سحب سارى ذراع صافى برفق وهو يقول بأدب
سارى ممكن ترقصى معايا
.نظر لعينى صافى والتى بدا كما لو كانت تستنجد به ان يرفض الا انه ابتسم فى كياسة وانسحب مبتعدا .اصيبت بخيبة امل وهى تضطر
متابعة القراءة