خطايا بريئة ميرا كريم

موقع أيام نيوز


مساعدة
بالكاد اعتدلت بوقفتها وهي تشعر أنها قاب قوسين أو أدنى أن تفقد وعيها لتتعلق اها الواهنة به وهو يزجرها ويرسل لها تحذير مبطن عبر نظراته جعلها تهز رأسها لفرد الأمن وتغمغم بتقطع
أنا كويسة...
أومأ لها فرد الأمن بتفهم وحول نظراته
لذلك الواقف على منها ليترسل طارق ببسمة سمجة متغطرسة وهو يخطو نحوه
ملقتش عربيتي يظهر إني غلطت في الممر

أومأ له م اكتراث وتخطاه بخطواته يتفقد مصدر الإنذار وما إن كان يوجد شيء مريب بالأمر أم لا ليختصر طارق اافة التي صنعها بينهم ويستغل انشغال الأخر مهسهس بوع وبنبرة غير متزنة وهي بالكاد تستع ثباتها مستندة على باب سيارتها التي فتحته للتو كي تغادر
أنت لعبتي مع الشخص الغلط يا نادو.
لا تعرف كيف وصلت لبيت نغم ولكن كل ما كانت تعلمه أنها لابد أن تجازف وتخبرها فهي حقا تشعر بالضياع والخۏف وبحاجة لأخذ نصيحتها وبالفعل فعلت ذلك وقصت عليها أدق التفاصيل بصدق دون أن تخفي شيء وبالفعل كما توقعت وبختها وأنبتها وحتى أنها انفعلت بقوة ولكن بالأخير رأفت بأنهيارها والندم البادي عليها ونصحتها أن تخبر يامن وتترك الخيار له فهو دائما ما يتفهمها ويغفر لها وسوف رك أن تلك تبعات الماضي ورغم عدم اقتناعها وخۏفها من تبعات الأمر إلا أنها حاولت أن تقنع ذاتها وقررت أن تخاطر وتعمل بنصحيتها.
وها هي عادت للمنزل بملامح شاة تحاكي المۏتي حين استتها ثريا متلهفة
كده برضو يا نادين تتأخري وتقلقيني عليك
اجابتها معتذرة
آسفة روحت عند نغم والوقت سرقني
تنهدت ثريا وتساءلت بإرتياب
مالك يا بنتي أنت معيطة
نفت برأسها وهي تحكم ذلك الوشاح على رقبتها التي استعارته من نغم كي يخفي الأثر الذي خلفته أصابع ذلك المقيت لتتقدم منها بخطوات واهنة
متعثرة وطلبت راجية وهي ترتمي بين يها
مالك يا بنتي أنت كويسة
لم تجيبها بل كانت اها غائمة تكبت رغبتها بالبكاء بصعوبة بالغة حين استأنفت ثريا
يامن قلقان عليك واتصل بيا كذا مرة عايز يطمن وبيقول ان تلفونك مقفول...خير يا بنتي متوجعيش قلبي وقوليلي كنت بټعيطي ليه محلتيش كويس في الامتحان
نفت نادين برأسها وأخبرتها ما استعادت ثباتها كي لا تثير ريبتها أكثر
مش بعيط أنا كويسة وحليت كويس الحمد لله أنا مخدتش بالي من التلفون مقفول معلش كان في الشنطة هكلمه واطمنه متقلقيش
ربتت ثريا على ظهرها وهي
تحمد ربها قائلة ببسمة باهتة لم تصل لاها
حاسة إني مرهقة هدخل أوضتي اكلم يامن وين هنام
مش هتاكلي يا بنتي
اكلت مع نغم
أومأت لها ثريا وربتت على ها بحنو بالغ جعل نادين تتمتم
أنا بك اوي يا ماما ثريا عارفة لو كانت امي لسة عايشة مكنتش هتبقى حنينة عليا أدك
أنا بدعي ربنا يمكم ليا أنا مليش غيركم ومقدرش اعيش بع عنكم علشان خاطري مهما حصل اوعي تقسي عليا
عمري ما اقسى عليك انت بنتي ومعزتك من معزة يامن بالظبط...هو في حاجة حصلت ضايقتك يا بنتي...يامن زعلك
لأ...انا اللي خاېفة ازعله ومعرفش اراضيه
هو ما بيزعلش منك أنت عارفاه قلبه أبيض من اللبن الحليب هو اه ساعات ليه قلبات ما يعلم بيها إلا ربنا بس والله طيب وبيك ويتمنالك الرضا ترضي...
اغمضت اها پألم واستأذنت منها لتدخل تستريح بغرفتها وهي تدعي الثبات رغم الړعب الذي يسكن قلبها فنعم هي محقة لذلك دعت الله بسرها أن يرأف بها.
عاد هو يوم عمل طويل أنهكه على الأخير و أن يت لغرفته
أطمئن على والدته بالأول ليجدها تغط في نوم عميق ثم ذلك سار بخطوات حثيثة نحو غرفتها ظنا منه انها نائمة ولكن حين فتح بابها وجدها تجلس منكمشة داخل فراشها لخل ويغلق الباب لتنتبه هي لوجوده وتهرول إليه وترتمي بين يه قائلة بلهفة
وحشتني يا يامن
أبتسم على لهفتها ة وهمس بلوعة تشابه لوعة قلبها
قلب يامن وروحه وعمره أنت وحشتيني اكتر...أيه اللي مسهرك كده
بررت بقلب من وبملامح باهتة وهي تتوجس خيفة من رد فعله
معرفتش أنام وكنت مستنياك عايزة اتكلم معاك
أخرجها من بين ه وقال بإرهاق
لا كلام ايه انا هلكان وھموت وانام أجليها للصبح
بس...
حاولت أن تصر عليه كي تزيح ذلك الحمل الثقيل عن كاهلها ولكنه منعها قائلا بحنان 
معلش حقك عليا أنا عارف إن بقالي كام يوم مشغول عنك بس أنت اك عارفة أن الشغل فوق راسي ولازم اعمل جرد لكل صغيرة وكبيرة انا والمحامي علشان اجراءات نقل الملكية ده كمان لازم اسافر بكرة الصبح اسكندرية علشان الفرع اللي هناك
مش عايزة انقل الملكية أنا وأنت واحد وين أنا عايزاك جنبي ومش مهم الشغل ه ېخرب انا مش فارق معايا
أزاي بس يا مغلباني عايزاني اضيع تعب سنين وين ده حقك ولازم يرجعلك على أكمل 
بس أنا مش عايزاك ت عني وخصوصا الفترة دي
لم ينتبه لتلميحها بل حتى انه شاكسها
كل ده علشان غبت عنك شوية...لأ ده انت بقى وضعك خطېر ويظهر كده والله اعلم بتيني
خرجت من بين يه وكوبت ه هامسة بمشاعر صادقة و غائمة بالكثير
أنا بمۏت فيك مش بس بك
بلاش سيرة المۏت...بلاش تقوليلي بمۏت فيك ...قوليلي هعيش ليك.
هعيش ليك وبيك و مهما
تعمل فيا مش هزعل منك و هحافظ عليك ولو معرفتش اعرف إني ھموت يك.
قولت بلاش سيرة المۏت... وين من ناحية اللي هعمله فيك فأنا هعمل
فيك كتير... أنا هكلك أكل يا مغلباني ومش هفارقك ابدا حتى في احلامك
رغم أنها لم تكن تقصد ما تفهمه إلا انها توهجت تحت نظراته ونكزته هامسة بخجل
على فكرة أنت بقيت قليل الأدب...و بطل تكسفني يا رخم...
عارف إني رخم بس ده ميمنعش انك بتيني مش كده
بك يا يامن وكل الدنيا مش كتير عليك
كفاية الله يخليك أنا صامد بالعافية ومش عايز اتهور...انا هروح انام...تصبحي على خير
فضلته عليا
تشجع فايز ونصحه بتعقل
بس انا خاېف عليك يا صاي وشايف أن الموضوع مش مستاهل تضيع نفسك...ها في حالها تعيش زي ما هي عايزة وأنت ألف بنت غيرها تتمناك
زمجر هو غاضبا ورفض بكل عنجهية والحقد والوع يقطر من اه
بس أنا بقى مش عايز غيرها ومش هرتاح غير لما اكسر ها و ارجعها ليا ڠصب عنها
زفر فايز بضيق من إصرار صديقه والتزم الصمت ولكن بينه وبين ذاته شيء يحثه على عدم التكتم على الأمر.
بينما هو كان حديثها ودفاعها اتميت عن ذلك الغبي يتردد بعقله ويقدح نيران الحقد بصدره ليترك العنان لشياطينه اللعېنة تعث الفساد برأسه وتسيطر عليه وتحيك له مکة جدة محكمة للغاية كي ينال غرضه منها ولكن تلك المرة يقسم أنها ستكون دون تهاون.
غافل ان بتهوره ذلك سينشق قلب عاشق أخر لا ذنب له سوى ه لها.
السابع والعشرون
الخطايا كلها تكاد تكون مغفورة في مدينتيإلا خطيئة السعادة والفرح..ولكن ال رغيف لا يمكن اقتسامه بين أكثر من اثنين!
غادة السمان 
كانت ليلة حالمة تفوق كل التوقعات بالنسبة له فكان يشعر انه يهيم في السماء ولم تعد قدميه تلامس الأرض من ة سعادته أن صك ملكيتها له وجعلها تنتمي له قولا وفعلا.
لا ينكر كونها فاجأته
للغاية بمبادرتها وكان في حيرة من أمره وظل يتسأل لم بذلك التوقيت اصرت على الأمر...حقا لا يعلم ولا ير أن يعطي للأمر اهمية ويبحث عن تبرير سوى ذلك التي أخبرته به حين عبرت عن حاجتها.
حانت منه بسمة تعدت ال بمراحل عدة وهو يتأملها غافية كالملاك في برائتها فمن يراها الآن يستغرب كيف كانت بلأمس دفعته دون مجهود يذكر منها أن ينخرط معها في بحور مچنونة لم يتصور من روعة تفاصيلها وحتى بأ أحلامه.
تنهد تنهة مسهدة وهي ترفرف بأهدابها و تتململ بنومها وحين افرجت عن ليل اها هام بها وهمس ببحة صوته المميزة التي دوما تبعثرها
قلبي هيقف...يخربيت جمالك على الصبح هو في كده...
لقد وقعنا في الفخ يا مغلباني... ومتفكريش... مبقاش ينفع ترجعي في كلامك
أغمضت اها واخفت ها بكفوفها وهمست بخجل
انت رخم
اعتلى حاجبية بمكر وشاكسها وهو يزيح ها كاشف عن ها
دلوقتي بقيت رخم ومكنتش رخم أمبارح لما .
شهقت بقوة و نكزته مبررة
ا...أنت اللي طلعت قليل الأدب ..
أنا عايزك متخديش على قلة الأدب علشان من هنا ورايح هبقى معډوم الأدب
انا شكلي وقعت في الفخ فعلا...
قهقه بكامل صوته مستمتعا مما دفعها تكتم ضحكاته بكف ها وتهمس معاتبة
هتفضحنا يا يامن اسكت انا ممكن اموت من الكسوف لو ماما ثريا عرفت اللي حصل
أنت مراتي يا قلب يا يامن احنا مش بنسرق
لتهز رأسها وتعتدل بنومتها و تلملم الغطاء عليها متلعثمة
ايوة انا مراتك وكل حاجة بس...
عجزت عن التبرير فكيف تفعل وهي من دفعته لذلك 
ندمانة...
لا أنا عمري ما عملت حاجة وكنت مقتنعة بيها زي دلوقتي...
أنت ندمان
ندم أيه اللي بتتكلمي عنه يا نادين ...أنا كنت ھموت على اليوم الي تكوني معايا أنا كنت حاسس إني بحلم ومش مصدق أنك اخيرا بين اي وهقدر اعيش معاك كل اللي ياما حلمت بيه
تساءلت
بترقب
الي حلمت بيه ده اك قلة ادب مش كده...
اك طبعا قلة ادب أمال هعمل ايه في الحلم مثلا
نكزته وهي تقاوم 
يعني اكتر من قلة الادب دي ..
اللي حصل ده كان بروڤة أنا لسة معملتش حاجة انا كنت بمهد للجاي
تململت هي 
يامن بطل جنان مامتك بره وزمانها صحت قوم بقى هتفضحنا
يامن...
لم يستمع لها بل كان يتابع ما يفعله وكأنه مغيب 
ايه اللي في رقبتك ده يا نادين
ارتبكت هي وتت موضع نظراته فقد تعمدت بلأمس ان تخفي الأثار بمساحيق التجميل ولكن لابد أن قد زالت وامتسحت لتتلعثم بتوتر وببسمة باهتة استغربها
ده...ده...تلاقيه منك...لتزيح ها من ه وتستأنف ببسمة متوترة وهي ت الغطاء تلفه على ها وتنهض من الفراش
أنت كنت مفيب ومكنتش حاسس انت بتعمل ايه...
لا يعلم لم زحف الشك إلى قلبه حين نهض و ركز نظراته عليها بهدوء مريب جعلها تبادر قائلة كي تجعل أفكاره لا تنحرف عن حجتها
هتوحشني لما هتسافر
هز رأسه يحاول نفض تلك الأفكار من رأسه ويؤمن على حجتها ورغم انه لا يذكر فعل ذلك ولكن ربما!! فهو يعلم عندما يتعلق الأمر بها لايستطيع السيطرة على ذاته لذلك أجابها دون تخوين
لازم انا مواعد المحامي مش هتأخر يومين تلاتة بالكتير وهبقى هنا
أحتل الحزن معالم ها بقوة هامسة پخوف عظيم
اوعدني أن دي اخر مرة ت فيها عني...
مسد على خصلاتها
بحنان بالغ و وعدها
أوعدك يا قلب وروح يامن
اصلا كده مقدرش ا عنك أنا مصدقت بقيتي بتاعتي واعملي حسابك هقدم معاد الفرح كام يوم علشان 
ليخرجها من بين ه ويسألها بتفهم وحنان وهو يكوب ها
اتكلمي يا يبتي و أنا هسمعك
نظرت له نظرة عميقة محملة بالكثير من الشتات وكادت تنطق لولآ أن طرق باب غرفتها وصوت ثريا الذي صدح من خلفه
نادين اصحي انا حضرت الفطار
ارتبكت للغاية ليهدأ هو من روعها بنظراته ويحثها أن تجيبها لتنطق
 

تم نسخ الرابط