خطايا بريئة ميرا كريم
المحتويات
رؤية مة للمكان لو حضرتك عندك وقت ممكن اشرحلك لو لأ هجهز تقرير وافي برسومات واعرضه على حضرتك
لوهلة جمدت خضراويتاه عليها حين باغتته هي بسأم
يا دكتور حضرتك معايا!
هز رأسه قائلا وهو يرفع نظارته الطبية و لك منحدر أنفه
اه...ممكن اسمع مقترحاتك
تمام
سارت بضع خطوات وتت الحيط الذي تأكله الرطوبة قائلة
حضرتك الحيطان كلها محتاجة تأسيس من تاني... وأنت اك عارف أن مشكلة العمارات القديمة كلها أن سقفها عالي وعلشان كده ممكن التعديل ندهنه بلون غامق علشان يظهر اقل ارتفاع وي دفئ للمكان... لتؤشر بقلمها لأعلى وتستأنف
بالنسبة للأوضة الصغيرة دي هتدهن بلون فاتح علشان تبان اكبر وأوضة الاستقبال فهي واسعة كفاية
الهشة الضعيفة التي شهد على انكسارها فصدق من قال أن القوة الحقيقة تتولد الأنكسار
يا دكتور حضرتك سمعتني
انتشله صوتها المنفعل وخيل له أنها على وشك أن تنقض عليه تفتك به لذلك رد بخفة كي يخفف حدة الحديث
تنهدت بعمق وردت بإقتضاب وهي تستشيط غيظا من طته
تمام
كبت ضحكته بصعوبة على ردود أفعالها وقال بملامح حاول أن تكون جدية
تمام...بصراحة متحمس جدا والثقة اللي بتتكلمي بيها خلتني متأكد أن النتيجة هتبقى هايلة.
يعني افهم من كده إني أخدت من حضرتك موافقة مبدئية
أنا موافق على اي حاجة تقوليها يا بشمهندسة بس بالله عليك أنا عندي فوبيا من الرسميات يعني كفاية دكتور بلاش حضرتك دي مبتنزليش من زور
تنهدت ولم تعقب فقط اكتفت بتدوين بعض الملاحظات بدفترها ثم تركت محيط وقفته لتتأكد من انتهاء العمال ثم دون أن تعير حديثه أي اهمية وكأنها لم تستمع له من الأساس قالت بإقتضاب وبكل تحفظ وكأنها تخبره بطة محسوسة أن لا يتعدى حدوده معها
وقف ينظر لآثارها ببسمة مشاكسةيمسد بسبابته أرنبة انفه كعادة ملازمة له قائلا
دكتور وكمان حضرتك لأ دي قاصدة تضايقني...
الثاني والثلاثون
من السهل أن نتفادى مسؤولياتنا ولكن لن نستطيع أن نتفادى النتائج المترتبة على ذلك.
في خضم كل ما تمر به حاولت أن تهاتفه كثيرا كي تطمئن على أحواله خاصة أنه في تلك المرات التي كان يسأل بها عن يامن وعلم باختفائه انقطعت اخباره عنها تأكلها قلبها عليه وخاصة كونه لم يجيبها لذلك ذهبت لمنزله القريب وها هي تطرق الباب لعدة مرات دون جدوى وإن كادت تيأس وتغادر فتح و تفاجئ بها
طالعت ثريا هيئته الرثة مستغربة ثم عاتبته
ايوة خالتك اللي نستها يا واطي ومهنش عليك تطمن عليها في غياب ابنها
نكس رأسه قائلا بخزي
حقك عليا
مش هتقولي اتفضلي ولا ايه
افسح المجال لها مرا
اتفضلي يا خالتي هو أنت محتاجة إذن
تقدمت ثريا بخطوات وئة قائلة
انا كنت حالفة مدخل البيت ده تاني بس اعمل ايه قلقت عليك وخۏفت لما اختفيت مرة واحدة
انا زي ما أنت شايفة...
تنهدت ثريا وهي تشمل هيئته الغير مرتبة ابتدائا من خصلات شعره المبعثرة إلى ه الشا وذقنه اتطالة دون تهذيب وه الغائرة وتلك الهالات الداكنة التي تحاوطها وتدل كونه لم ينم ولم يذق طعم الراحة من زمن لتتنهد وتقول وهي تجلس على أحد المقاعد القريبة مشمئزة من الفوضى التي تعم المكان والغبار الذي يكسو كل شيء حولها
هو انت مالك عامل ليه كده وين ده البيت اللي كان بيشف ويرف من النضافة...البيت كأنه مهجور مفهوش واحدة ست
لم يجيبها بل ظل منكس الرأس حين تساءلت
هي مراتك هنا
نفى برأسه وقال بخزي من نفسه أي شيء أخر
لأ أصرت تطلق وطلقتها
لوت ثريا قيها وقالت متهكمة تذكره بحمئته لها
أصرت أمال فين ال اللي كانت بتهولك وفين مصلحتك اللي كانت ھتموت عليها
رد بندم
بلاش تزودي همي يا خالتي كفاية عليا اللي حصلي ...لتحين منه بسمة مټألمة وينعي نواقصه وتلك النعم التي حرم منها
انا غبي وضيعت كل حاجة لا عارف انام ولا أكل ولا أشرب ولا ألبس والبيت زي ما انت شايفة حتى ولادي اتحرمت منهم
سايرته ثريا قائلة
اللي حصل حصل واظن ده كان قرارك ولازم تتحمل عواقبه... وين مهما كان ولادك هيفضلوا ولادك و متنساش أن ليهم حق عليك مش معنى أنك طلقت امهم يبقى تنساهم وتاخدهم في الين
انا بټعذب من غيرهم يا خالتي ونفسي اشوفهم واهم واشم ريحتهم بس خاېف رهف تطردني وتكسفني قدامهم
بلاش حجج فارغة روح وشوف ولادك رهف اصيلة ومستحيل تعمل كده...
طب تفتكري في
أمل تسامحني
رغم انها تعاطفت معه كأي أم ولكن تعلم حق المعرفة انه يستحق هو من اوصل ذاته لهنا لذلك ردت عليه بصراحة عادلة كي ترضي ضميرها
تسامحك ازاي يا ابني ده أنت حړقت كل المراكب وراك ومخلتش ط رجعة وين أنت اللي فرطت فيها وعمرك ما عرفت تحافظ عليها...وكنت مصمم على اختيارك ومفكرتش حتى تتراجع عنه في سبيل ولادك و كنت بتبرر اللي عملته و بتفرض عليها جوازك من التانية بالعافية وعايزها تت وترجعلك الفلوس وتفضل ذليلة ليك...
وحتى في عز ما كانت مکسورة روحتلها بس علشان تساومها ومفكرتش في حاجة غير مصلحتك
مرر ه بخصلاته وقال بقناعات مازالت راسخة بركن ما من عقله رغم كل شيء
يا خالتي متصعبهاش عليا انا عارف إني غلطت وضعفت وين انا معملتش حاجة حرام انا
اتجوزت ومنكرش إني ندمت ...
الندم متأخر ومبقاش يف يا حسن
أنت جاية عليا يا خالتي
انا نصحتك كتير وكان عندي أمل تغير من نفسك بس أنت عمرك ما اتعظت ومع ذلك هكلمها يا حسن ومش علشانك لأ علشان العيال و علشان ابقى عملت اللي عليا وربنا يقدم اللي فيه الخير
وعند أخر قولها تهللت اساريره بة وهو يأمل في فرصة ثانية تع له الحياة.
اتى ذلك اليوم المنتظر وها هي تجلس على ذلك المقعد الوثير المقابل لفراشها التي لطالما استيقظت و وجددته يتأملها من عليه أثناء نومها فقد
فرت دمعة حاړقة كوت وجنتها بنارها ولهيب تلك الذكريات يهلك قلبها وسؤال ل واحد يتردد برأسها كيف تمكن من خداعها فإن أها حقا...كيف هان عليه فراقها .
فقد مر على غيابه شهر واربعة عشر يوم وتسع ساعات و دقيقتين وبضع ثوان
عجاف كادت تفقد عقلها من دونه وملت من احتساب الوقت حتى تملك منها اليأس لدرجة انها اصبحت منطفئة لا تتحدث فقط شاردة ودمعاتها تنهمر من اها دون حديث ت ذلك الثوب الذي عثرت عليه بشنطة سيارته بها وكأنه كافة احلامها تت به...
انتشلها من بؤسها
دلوف ثريا قائلة بحنو
كل سنة وانت طيبة يا بنتي
رفعت سوداويتاها الذابلة لها وقالت وهي تكفكف دمعاتها و تنهض تعلق فستانها بداخل خزانتها
وانت طيبة يا ماما ثريا
ربتت ثريا على كتفها بود وقالت ببسمة هادئة تواسيها
مش قولنا بلاش عياط حرام عليك نفسك يا بنتي
هزت رأسها واخبرتها بثبات واهي تحاول أن تجه
أنا كويسة... و هبقى احسن
إن شاء الله يا بنتي ربنا هيصلح الحال
أومأت
لها نادين بحركة بسيطة تنم عن إاطها لتتسأل ثريا
طيب ملبستيش ليه...البنات بره مستنينك...
لبست هو فستاني وحش
قالتها وهي تطالع ثوبها الذي انتقته بنفسها لتلك المناسبة البائسة...لتجيبها ثريا بعتاب
حلو يا بنتي بس لونه غامق!
علشان اسود يعني...عادي يا ماما ثريا كده كده الأيام زي بعض عندي ولولآ ميرال ونغم أصروا عليا مكنتش وافقتهم على فكرة الع ميلاد اصلا
وفيها ايه بس البنات كتر خيرهم عايزين يفرحوكي وين محدش هيحضر غيرنا
حانت منها
بسمة باهتة لم تصل لغيوم اها وقالت بيأس
عارفة... بس مبقاش في حاجة تفرحني يا ماما ثريا اليوم اللي كنت بستناه من سنين بقى كابوس بالنسبة ليا و عمري ما اتخيلت انه هيمر عليا من غيره
تنهدت ثريا واجابتها بحزن حاولت أن تداريه كي لا تزها عليها
حقك عليا يا بنتي
أنت اللي حقك عليا يا ماما ثريا انا مدينة ليك بحاجات كتير أوي سامحيني إني حطيتك في موقف صعب بينك وبين ابنك
اتها ثريا بحنو قائلة
أنت كمان بنتي يا نادين
وين ليك عليا أول ما ربنا يهديه ويرجع لقرصلك ودانه واخليه يتشحتف عليك علشان ترجعيله
حانت منها بسمة تمثل اليأس بها فكم تمنت لو أن يحدث ذلك فعلا ويعود لها ولكن كيف وهو للأن مازال يصر على عڈابها.
الله...الله مقضينها ونا ولا على بالكم
قالتها ميرال
بعتاب و انتشتلتها بها من دوامة افكارها لتجيبها ثريا ما اخرجت نادين من ها
جايين أهو يا بنتي...
لتتدخل نغمايضا قائلة بدهشة
انا اول مرة اشوف ع ميلاد من غير تورتة
ابتسمت ثريا واجابتها
التورتة جاية في الط متقلقيش وتعالى يلا نطلع باقي الحاجة من المطبخ
انصاعت نغم لها وساروا سويا للمطبخ بينما تساءلت ميرال بقلق
أنت كويسة
أومأت لها بحركة بسيطة من رأسها لتخبرها ميرال بقلة حيلة
طب يلا نطلع علشان لازم أروح الساعة عشرة...
ابتسمت نادين وتساءلت
دي اوامر محمد مش كده!
هزت رأسها بنعم لتستأنف نادين بمغزى
هو حد جدع اوي يا ميرال اسمعي كلامه علشان بيك بجد
تنهدت ميرال وتحدثت
انا عارفة انه جدع وبسمع كلامه في كل حاجة
لتنصحها نادين ى كي لا تقع بما وقعت هي به ها
حاولي تتفهمي طباعه وتتعايشي معاها واوعي تستهتري بخوفه وقلقه عليك
مطت ميرال فمها واجابتها بعفوية
بحاول بس هو صعب اوي زي مادة المحاسبة المالية كده اللي كنا بنتهزء فيها
حانت من نادين بسمة عابرة وقالت
لسة فاكرة
اه فاكرة وفاكرة أنك كنت اشطر مني علشان يامن كان بيذاكرلك
وعند ذكره جمدت معالم ها لتتلعثم ميرال
هيرجع...هو صحيح احنا لغاية دلوقتي منعرفش حاجة وكل محاولاتنا اننا نلاقيه مجتش بفاة بس انا
متأكدة أنه مهما هيرجع علشان بيك ومستحيل هيقدر ينساك بالسهولة دي
هزت رأسها ببسمة ممزقة فوق شفاهها وبداخلها تشكك بحديثها وكأن ال اختلف منظوره عند الجميع إلا هي ...لتستأنف ميرال
طب يلا نطلع لماما ثريا ونغم
أومأت لها نادين واتبعتها للخارج إلى أن وصلوا لحديقة المنزل التي أشرفت ميرال ونغم على تزينها بالورود والكثير من البالونات الملونة...اوا ثلاثتهم منها وعاوها بود وبمة خالصة لها ولكن هي كانت تبادلهم المعاة ببسمة باهتة لم تصل لاها وكأنها فقدت معه سعادتها وكافة سبل الحياة...
ليجلسوا جميعا ويتبادلون أطراف الحديث حين دلفت تلك الفتاة هادئة الملامح التي تذكرتها من الوهلة الأولى تحمل بها علبة كبيرة تحمل أسم مطعمه الشهير تعلقت ها ب ثريا التي نهضت تستها بحفاوة كبيرة وتلتقط منها قالب الحلوى ثم دعتها لموقعهم
قائلة
دي رقية يا ولاد شيف بريمو وهي اللي عملت تورتة نادين
حيوها الجميع لتدعوها ثريا للجلوس بمقعدها جانب نادين وتنشغل بأخراج قالب الحلوى من علبته و وضعه على الطاولة
لتقول رقية
كل سنة وحضرتك طيبة
اجابتها نادين بإقتضاب
مرسي اوي...
لتتسأل
متابعة القراءة