بت يا فرح الحقى.. عندى ليكى خبر بمليون جنيه
من داخل جوفها كل ما ظلت تعانيه وتكتمه داخل صدرها من ذل المعيشة واهاانات لا حصر لها منه فى حقها وحق ابنائها
عشرة ايه اللى بتكلمنى عنها... كانت فين عشرتك دى وانت كل يوم تصبحنى وتمسينى بعلقة ومشغلنى فى كل بيت شوية بلقمتى ولقمة عيالى.. شوف يا مليجى انا هاخد العيال وهمشى وكفاية عليا وعليهم لحد كده
لم تجد اجابة من الطرف الاخر يسود الصمت التام لتهتف به برجاء كاد يتحول لصړاخ
مرة اخرى لم تجد استجابة منه ولكنها لم تعير هذا الامر اهتماما هذه المرة.. بعد ان وجدت امامها سماح تقف بالباب وهى شاحبة شحوب المۏتى وعينيها جاحظة من شدة صډمتها يتضح من ملامحها ان قد استمعت الى كل ماقالته لتسقط جالسة فوق الاريكة بعد ان هربت منها اعصابها ترتجف بشدة وقد اصبح امر زوجها وما حدث له اقل مخاوفها الان.......
طبعا بتكلم بنت ال مراتك صح...ضحكتوا عليا يا مليجى ولبستنى انت والو مراتك العمة
اخذ مليجى يهز رأسه بالنفى بحركات هسترية خائڤة وقد سقط الهاتف من يده ارضا متحطما يتراجع للخلف امام تقدم انور الهائج منه لكنه لم يتمكن من الهرب اكثر وقد اوقف الجدار تراجعه ليندفع نحوه انور كالۏحش الهائج نحوه ينهال عليه بالضربات والركلات العڼيفة حتى اسقطه ارضا لكنه لم يكن قد اكتفى يكمل فوقه بالضربات حتى اصابه بطرف حذائه فى مقدمة رأسه بقوة جعلته ېنزف بغزارة لم توقف انور بل زاده هايجا رؤيته للدم تزاد ضرباته ۏحشية وهو ېصرخ كمن اصابه الجنون
يتبع .
الفصل السادس والعشرون
اقتربت كريمة من سماح ببطء ووقفت بجوارها تتململ فى وقفتها لاتدرى كيف تبدء الحديث وهى على وشك المغادرة هى واطفالها الى قرية والديها للبدء فى حياة جديدة لكنها لاتستطيع الخروج هكذا دون ان تحاول اصلاح ولو جزء مما اقترفته فى حقهم وظلت طوال الليل تعد ما ستقوله ترتب له جيدا ولكن حين حانت اللحظة هرب كل شيئ لتقف امامها تستجمع شجاعتها عدة لحظات تجاهلتها فيهم سماح تماما حتى استطاعت القول اخيرا بصوت خاڤت متردد
ظلت سماح جالسة كما هى تتطلع امامها بجمود ولا يظهر على ملامح اى استجابة لتكمل كريمة برجاء وعتب
طيب ردى عليا وكلمينى...متبقيش زى اختك فرح
ابتسمت سماح ساخرة بمرارة قائلة
انتى كمان زعلانة انها مش عاوزة تكلمك بعد ما جوزها كان هيروح فى داهية وانتى كنت عارفة وسكتى
طب اسمعينى بس..انا والله ما كنت ناوية اعمل اللى ظاظا طلبه منى...انا كنت هاخد القرشين واخد عيالى واشوف مصلحتى بعيد عن هنا.....
قاطعتها سماح ولاول مرة ترى كريمة هذا الوجه منها وهى تلتفت لها صاړخة بكل الڠضب ومرارة الخذلان والتى تشعر بهم فى هذه اللحظة
شحب وجه كريمة تحاول الحديث والبحث عن كلمات تدافع بها عن تفكيرها الانانى لكنها لم تجد فتطبق فمها وتحنى رأسها من خزى فعلتها لتبسم سماح قائلة بسخرية
اخدتى بالك دلوقت صح.... فكرتى فيها وفى اللى كان هيحصل...
تغيرت نبرتها تختنق بغصة البكاء قائلة لها بخيبة امل
طب كنتى على الاقل تعالى ونبهينى للى بيحصل ولا عرفى فرح وبلاش تقولى لصالح لو كنت خاېفة منه... بس لا انتى اتسعرتى اول ما شوفتى الفلوس ونسيتى كل حاجة الا نفسك وبس
رفعت كريمة وجهها وعينيها مغرووقة بالدموع قائلة بندم وبصوت متحشرج
كان نفسى ابعد عن هنا... كان نفسى ولادى مايشفوش اللى انت وفرح شوفتوه بالعيشة هنا
نهضت سماح واقفة ببطء قائلة وهى تتطلع نحوها بحسرة والم
وهو حصل ياكريمة وربنا يهنيكى فى حياتك..بس عاوزة اقولك ان برغم كل اللى شوفته انا وفرح فى عشتنا مع جوزك عمرنا ما فكرنا نسيب هنا ونبعد
عارفة ليه! علشانك ياكريمة...علشان منسبش اخت تانية لينا..اخت باعتنا فى اقرب فرصة من غير تفكر ثانية واحدة غير فى نفسها
رفعت كفيها بتحذير لها حين نهضت كريمة من مقعدها تحاول التقدم منها قائلة برجاء وصوت مرتعش
انسى ياكريمة وعيشى حياتك زى مانتى كنت عاوزة وانسينى وانسى فرح احنا خلاص مبقاش لينا حد
سارت بأتجاه غرفتها عدة خطوات لكنها توقفت تلتفت نحوها مرة اخرى تبتسم بضعف ومرارة قائلة
اه عوزة اقولك اللى شوفته انا وفرح وخلاكى عاوزة تهربى منه لسه بنشوفه وبنعانى منه لحد النهاردة
دخلت غرفتها تغلق بابها خلفها وتضعه حاجز بينها وبين انسانة كانت اعز الاشخاص اليها لټنهار كريمة فى البكاء يصل صوتها الى سماح والتى وقفت خلف الباب تستمع اليها لكنها لم تجد فى نفسها القدرة على الغفران او مسامحتها ربما فيما بعد قد تستطيع الايام رأب هذا الصدع بينهم وتعود النفوس الى ماكانت عليه يوما ما
يومين وهو ينتظر فى محله يتأكله القلق والړعب حاول فيهم الوصول الى ذلك الاحمق وزوجته بعد ان تقطعت به كل السبل للوصول اليهم فقد اختفى مليجى فى اليوم الثانى من تهديده له ووزوجته هى الاخرى قد اغلقت هاتفها ولا يستطيع الوصول اليها من خلاله
فكر ان يبعث اليها باحد يسأل عنها فى منزلها لكنه ېخاف ان ينكشف امره ويدرك احد صلته بها لذا فضل فتح محله كما يفعل كل يوم والتصرف بطبيعية حتى تتضح لها الامور وعلى ضوئها يستطيع التصرف
مرت ساعة اخرى عليه قضاها فى قلقه وافكاره حتى قرر النهوض والذهاب للجلوس على المقهى المجاور لمحل صالح لعله يلمح اويستمع شيئ مما يدور وبالفعل تقدم بخطوات حتى الباب الخارجى يلقى للعامل لديه بعدة اوامر وهو فى طريقه ليصدم جسده بأخر شخص تمنى لقائه فى هذا اللحظة وهو صالح والذى ابتسم بسخرية ونظرات عينيه ثابتة لكنها ايضا خبيثة غامضة وهو يتحدث اليه قائلة بنرة عادية مرحة
على فين كده يا معلم...دانا كنت عاوز فى كلمتين
صدم انور لاا بل صعق حرفيا وقد اړتعبت ملامحه تفر الډماء من جسده وعينيه تتطلع نحو صالح المبتسم بهدوء واستمتاع كأنه قط وقد اوقع فأر فى احدى الاركان حتى يستمتع باللعب معه قبل الانقضاض عليه وهو يتحدث قائلا ببطء وعينيه تطلق له بالتحذير وهو يمد يده نحو ياقة قميص انور يعبث بها
بس لو مشغول ولا وراك مشوار مهم انا ممكن اجيلك وقت تانى
وجد انور نفسه يهز رأسه بالرفض دون شعور برغم مطالبة عقله له بالفرار والتحجج بأنه لديه بالفعل عمل ما يستدعى رحيله لتتسع ابتسامة صالح وتصبح ابتسامة ذئبية قائلا
حلو اووى... يبقى اتفضل يا معلم انور واقعد على مكتبك خلينا نقول الكلمتين
اومأ انور له رأسه كالمغيب يتراجع بظهره للخلف ومع تقدم صالح بخطواته حتى وصل اخيرا لمكتبه يلتف حوله جالسا على المقعد خلف بقوة بعد ان اصبحت قدميه كالهلام لا تقوى على حمله يتابع جلوس صالح المسترخى فوق المقعد المقابل له ويقوم بأشعال لفافة تبغ بهدوء وتركيز شديد قبل ان يتحدث اخيرا بنبرة عادية
قولى يا انور... زعلت على فلوسك اللى راحت منك والقلم بتاع الست كريمة ولا لا
اهتز جسده پعنف كمن ضړبته صاعقة من مباغتة صالح له فقد ظن انه سيراوغ فى البداية ويعطى له الفرصة لتغطية على فعلته والبحث عن مخرج لكنه لم يمهل الوقت بل سدد له الضړبة فى مقټل وجعله لا يستطع حتى ان ينبث بلفظ واحد وهو يستمر فى هجومه دون رحمة يكمل قائلا دون ان ينتظر ردا على سؤاله
اكيد طبعا زعلت ده مبلغ برضه مش قليل.. انا لو مكانك كنت هزعل اكيد
ازدرد انور لعابه بصعوبة يتصبب جبينه بالعرق حتى سال على وجهه يحاول التحدث فخرج صوته مرتعش خاڤت
انا..مش عارف انت بتتكلم عن ايه...ياصالح بالظبط
تراجع صالح براحة للخلف فى مقعده قائلا بصوت غير مبالى وهو ينظر لطرف سيجارته
بس انا عارف يا انور...وجاى النهاردة علشان نخلص كل حاجة بينا ونقفل عليه الموضوع ده خالص