بت يا فرح الحقى.. عندى ليكى خبر بمليون جنيه
المحتويات
وجهه اليها سريعا بأستفهام لتكمل مع ابتسامة مرحة
لما يعرفوا اللى الدكتور قاله لينا... اظن بعد كده مش هنعرف نخبى تانى...والعايلة كلها والحارة كمان هتعرف
محدش ليه عندنا حاجة وبعدين ابويا وامى عارفين وكده كفاية دول هما حتى اللى قالوا منعرفش حد
ساد الصمت لعدة لحظات قبل ان تتحدث قائلة بخشية وتردد
طيب اخوك ومراته.. مش هيزعلوا اننا خبينا عليهم.. خصوصا ان سماح اختى عارفة و...
اللى يزعل يزعل.. انا مش هدوش دماغى بحد دلوقت... كفاية قلقى عليكى
نهض واقفا يكمل قائلا بحزم
انا هقوم احضرك الاكل.. وانتى ارتاحى خالص وريحى دماغك وتفكريش فى حد غير نفسك وبس
حاولت الاعتراض فهذه هى المرة الثالثة والتى يقوم بأطعامها فيها خلال ساعتين لكنها قررت الصمت بعد ان وجدته وقد تحرك بالفعل مغادرا الغرفة تعلم ان لا فائدة من اعتراضها ذاك تتبعه بنظراتها الهائمة وهى تبتسم ابتسامة صغيرة عاشقة له و سعيدة بأهتمامه بها تربت فوق بطنها بحنو هامسة بعد خروجه
شردت بعينيها للبعيد ومازالت تلك البسمة الحنونة فوق شفتيها تتذكر يوم تأكيد الطبيب لحملها وفرحة صالح الطاغية لكن لم يكن الطبيب قد انتهى من اخباره كلها حين تحدث اليهم يكمل لهم بصوته الهادئ ولكنه كان يحمل نبرة مازالت تتذكرها حتى الان قائلا
قاطعه صالح بعدم صبر وتوتر يسأله
يا دكتور انت عرفتنا الكلام ده قبل ما نبتدى معاك.. فمن فضلك قول فى اى ايه لانك كده هتموتنى من القلق على فرح
مااشى هدخل فى المفيد.. شوف ياسيدى الحقن المنشطة اللى اخدتها المدام كانت سبب فى ان الحمل ميكنش فى جنين واحد...
هتف الاثنين معا بذهول ممزوج بالفرحة وبصوت واحد يقاطعانه
تؤام... تقصد حصل حمل فى توأم
هز الطبيب رأسه بالنفى ليعقد صالح وفرح حاحبيهم بعدم فهم سرعان ما تحول لاتساع العينين ذهولا وافواه فاغرة من شدة وقع كلماته عليهم وهو يتحدث قائلا بتمهل كأنه يعلم وقع كلمات تلك عليهم
صدرت عنها ضحكة خاڤتة وهى تتذكر وقتها حين ظلت هى وهو يتطلعان الى الطبيب كأنه قد نبتت له رأس اخرى فجأة ودون تحذير يستمعا الى باقى تعليماته كأنه يتحدث بلغة اخرى غير مفهومة لهما يظلا على حالة الصدمة والذهول تلك حتى خروجهما من عنده ليلتفت اليها صالح يسألها بصوت مرتجف غير مترابط
التفتت اليه بعيون ممتلئة بالدموع قائلة بصوت باكى يرتجف هو الاخر من شدة الفرحة تؤكد له
حقيقى يا صالح...ربنا حب يجازينا على صبرنا وعوضنا بكرمه
انا هبقى اب لتلاتة... يعنى انا مش بحلم يافرح مش كده!
اخذت تضحك وتبكى فى ان واحد تشاركه سعادته وفرحته معهم ايضا نظرات الجمع من حولهم ووجههم المتهللة بالفرحة و تصحبها ضحكات البهجة والسعادة لهم
تتم بعدها رحلة العودة بهم سريعا الى المنزل ليجدوا والديه يجلسون فى انتظارهم وعلى وجههم اللهفة والامل ليسرع صالح اليهم وهى ېصرخ بفرحة
حصل يابا.. حصل ياما...وهبقى اب لتلاتة والله
اوعوا يا ولاد حد يعرف... بدل ما تاخدوا عين من الحارة واللى فيها... خلى فرحتنا تكمل على خير كده بأذن الله. ولا ايه رأيك ياحاج
اسرع منصور يومأ برأسه بالايجاب مؤكدا على حديثها فورا قائلا
الحارة وغير الحارة... محدش هيعرف غيرنا احنا الاربعة وبس
نظر الى انصاف نظرة فهمتها على الفور ومن ثم الى صالح والذى هز رأسه فورا موافقا بعد ان تفهمها هو الاخر و فرح ايضا قد فهمتها لكنها لم تعلق تلقى اليهم بموافقتها على كلامهم لكنها وفورا ان اختلت الى صالح داخل شقتهم حتى نادته برقة وتردد فيلتفت اليها صالح مبتسما بتفهم وحنان
قوليلها يافرح...انا عارف انك مش هتقدرى تخبى عليها..فانا بقولك اهو قولها وعرفيها...بس اياك حد تانى يعرف انا بقولك اهو...وانا هبقى اعرف عادل وانبه عليه هو كمان
حبيب قلبى ياناس...اللى بيفهمنى من غير حتى ما اتكلم
انتى اللى حبيبة قلبى.. ونور عينى... ودنيتى كلها يافرح... واى حاجة تطلبيها او نفسك فيها تتنفذ فورا بس انتى تطلبى
وقد كان فمنذ حملها اصبحت مدللة الجميع هو وابويه يهرعون لتلبية احتياجتها فورا دون كلل او تعب حتى اخيه حسن قد كان يأتى مساء كل يوم بعد العمل للسؤال والاطمئنان عليها يمزح ويتحدث بلهفة عن استعدادته هو ووالديه لاستقبال مولود اخيه الاول لدرجة قد بعثت الشك فى نفس فرح فى البداية ولكن مع مرور الايام كانت ترى فرحته الصادقة فى عينيه ونظرة الحب والتقدير التى يتطلع بها الى صالح حتى بعد ان رزقه الله بمولودة الاخيرة وتنبه تحذيره الطبيب من حمل زوجته مرة اخرى لم يبالى او تنقص فرحته لهم برغم نظرات زوجته المغلولة الدائمة لها ومراقبتها تعامل صالح الحنون معها فى مرات اجتماعهم القليلة بعيون تنطق بالحقد سؤالها المتكرر عن نوع الجنين وعينيها تكاد تخترق بطنها بحثا عن اجابة لم تنالها حتى الان
اما شقيقته فلم تراها سوى مرة واحدة وحدثت قبل سفرها مع زوجها لاحدى الدول العربية للعمل بها بعد اصراره على ان تصحبه الى هناك برغم اعتراضها الشديد والذى لم تجد له اهتماما من احد لترضخ فى النهاية للامر وتنجب طفلها هناك وقد علمت من والدة زوجها بعدها وهى تفضفض وتشتكى اليها من معاملة زوجها الجافة والسيئة لها وان السبب اصراره على سفرها معه انه قام بجعلها تعمل هى الاخرى هناك بل انه يستولى على اجرها كاملا بحجة الادخار والعمل على مستقبل طفلهما وقد شعرت فرح وقتها ان حماتها تتندم وتشفق على حال ابنتها بعد زيارة شقيقتها لها ورؤيتها لكيفية معاملة زوجها لها وخوفه الشديد ومراعته وحبه الواضح لها فى كل تصرف يقوم به نحوها تمزج بصوت حزين يومها قائلة.. ان لا احد ينافس عادل فى اهتمامه بزوجته سوى صالح فقط
ابتسمت فرح
متابعة القراءة