رواية بقلم دهب عطية
المحتويات
تنظر الى هذا المحل ذات المعجنات الساخنة.....
نظرت حياة الى ما تنظر الصغيرة التفتت لها وهي تبتسم بهدوء....
طب خليكي هنا اوعي تتحركي من مكانك...
نهضت حياة وهي تقف امام هذا البائع وعيناها لا تفارق مكان ورد الناظرة لها بتراقب......
في نفس ذات الوقت ......
كان يركض للبحث عنهم في كل مكان عيناه تاتي
عليه .....ليجد امراة توليه ظهرها تشتري شيء
منها ليجد المراة تستدير ويظهر وجه اخر
غيرها.......
زفر پغضب وهو يركض مرة اخرة وعيناه تلتهم كل انشاء في هذهي المحطة بدون رحمة....
هدر من تحت اسنانه پغضب قاتم ....
هوصلك ياحياه هوصلك وقبل حتى متخرجي من
النجع..... هتبقي تحت ايدي......هوصلك
اصدر القطار صوت عال لتلتفت حياة الى الرجل
وتاخذ منه المعجنات وتستدير ناظرة الى القطار
ومن ثم الى مكان ابنتها الجالسة به ....لتجده
فارغ .......
ورد ......ورد.......هتفت بزعر و شفتاها ترتجف خوف لتجد المكان فارغ وحقيبتها غير متواجدة.....
رفعت جفنيها تبحث عنها بعينيها من حولها بقلب
احساس صعب مش كده .....
هتف سالم جملته وهو يقف امامها بمسافة ليست
بعيدة ....وعيناه ثاقبت عليها بسخرية.....لتنزل
انظارها على ورد المتشبكة بيد سالم وتنظر الى امها ببراءة.....وبي اليد الاخرة تجد حقيبتها معه .....
اصدر القطار صوت منذر انه على وشك الرحيل
من المحطة ....
معلشي يامدام حياه كان نفسي اقولك رحله
سعيده ....لكن للاسف مش هينفع دلوقتي ...
صوب نظرة على معدتها.....لتضع كف يدها على
معدتها بتلقائية قبل ان تقول بتوتر......
انا لازم امشي......
ابتسم سالم من زواية واحدة قبل ان يرد عليها بقسۏة......
بس بعد ماخد الامانه الى تخصني......
رحل القطار بعد انتهى حديث سالم لتنظر الى رحيله بحزن......لمح ندمها وإصرارها الواضح امام عيناه على البعد عنه....
واولها ظهره وبين يداه ورد وقال لها ببرود....
ورد معايا في العربيه ......ياريت بلاش تاخير
ابتعد عنها خارج هذهي المحطة.....اغمضت عينيها
توقف ناظرة الى مسار حياتها ناظرة الى مصيرها
معه ناظرة الى مستقبل مظلم ....وماضي مربك
وحاضر مؤلم .......وعشق متعثر داخل قلبها
الهش بحرمانه !!.......
ليتك تعرف عڈاب الحب ليتك تدرك
قيمة الحب !
غرز اصابعه بقوة داخل خصلات شعره...
مشاعره تحطمت بسبب أفعالها... حياة
دوما تصر عليه في رأيت مكانته عندها
يا لها من مكانة هتف عقله بخزي ...
بابا هو احنا مش هنسافر زي ما ماما قالت...
نظر سالم لها في مراة السيارة ليرد عليها بعد تنهيدة تعب .....
اكيد هنسافر بس مش دلوقتي وقت تاني لان
جالي شغل مستعجل......
لم تفهم نصف كلامه بسبب صغر سنها ولكن فهمت
النصف الاول من الحديث..... صمتت ونظرت الى نافذة السيارة وهي تلتهم شطيرتها الصغيرة الذي
احضرها لها سالم قبل دخولهم السيارة......
بعد دقائق قليلة....
فتحت الباب بجانب ابنتها وجلست وهي تمسح
عيناها من الدموع...... نظر لها سالم عبر مرآة
السيارة.....وشغل وقود سيارة وهو يقول
بصوت يشوبه التحذير ولشړ......
في كلام كتير مبينا لسه هيبدأ.....
اشاحت عينيها عنه بإرتباك وهي تحتضن ابنتها
پخوف من القادم..... لن يتساهل سالم معها بعد
الآن وسوء الحظ انها تعلم ذلك جيدا !....
احتضنتها راضية بحنان وهي تربت على كتفها
قائلة بحزن كفايه عياط ياريم كفايه ياحبيبتي
ادعيله برحمة يابنتي.......
نزلت دموع ريم وهي تحتضن جدتها وقالت پألم
ريم المسلوب منها.... حنية الأب..... وسند الاب
نصيحة الاب..... حنان وخوف الأب .... حرمت
ريم من كل هذهي الأشياء لتصبح بقلب يتيم
مفتقد لرجل في حياتها رجل يبقى الأمان وسند
ويجتاح قلبها بقوة عاشق.... ريم تحتاج الى
رجل عفوي يسد كل حالة داخلها جعلتها
فاقدة لرجل في حياتها... فالاب مفقود
منذ ولادتها قلبا ومشاعر..... وبقى معها
جسدا بروح..... ولان الروح رحلت لخلقها
ولجسد تحت الرمال.... ولاخ مستهتر شيطان
من شياطين الإنس نسى ان له أخت تحتاج الى رعايته ولو بكلمة بسيطة منه ليختفي هو ايضا
من حياتها بدون رجعة......
حاولت راضية تهدياها قائلة....
كفايه بكى ياريم ربنا يسامح ويسامحهم جميعا
كفايه بكى يابنتي كفايه.....
نظرت الى راضية وهي تقول بحزن ساخر....
للاسف ياحنيي مش عارفه ابكي على مين فيهم
على الي هيتعدم بسبب شره وحقده... ولا على
اختي الى نهايتها معروفه من زمان اوي... ولا ابكي
على امي وحياتها وكل الى عشته بسبب عادات وتقليد نجع العرب.... ولا ابكي على مۏت ابويه
لتنزل دموعها وتبتسم بسخرية وهي تسطرد حديثها....
ولا ابكي على مۏت ابويه الي حرمني حتى من
ذكرى ولو بسيطه تجمعنا ببعض...... ياخساره
ياحنيي الدموع مش بتنزل عشان بعدهم عني
الدموع بتنزل عشان مقدرتش اخد حقي
منهم حقي اني منهم وهما مني أثرو ياحنيي
اثرو معايا قوي ومفيش حاجه جمعتنا زمان
عشان افتكرها دلوقتي ...... احتضنتها
راضية اكتر لتبكي معها.....كلماتها لمست
قلب راضية بل لمست قلب كل امراة تقف تسمع
حديثها بشفقة عليها !!..
ريم قصة حرمانها وفقدنها لعائلة هي قصة معظم آلفتيات...... لم اعطي لقصة ريم حقها ولكن أوضحت صورتها لكم لكي تعلم
أن الحرمان له أشكال واعداد كثيرة واعلم ان كل إنسان تذوق الحرمان ولكن لكلن منا احساس يختلف عن الآخر !.....
وضع مفاتيح السيارة على المنضدة بقوة وهو يثني
ذراع جلبابه وينظر لحياة والوقفة أمامه پخوف
وترمش بتردد وهي تنظر الى شيء وهمي....
هربتي ليه.....
لم ترد عليه وبدأت تنظر
متابعة القراءة